خدمة الشفاء

174/271

البساطة في التأثيث

إن عاداتنا المصطنعة الكاذبة تحرمنا من كثير من البركات وكثير من التمتع ، وتجعلنا غير أهل لأن نحيا الحياة الأكثر نفعا. فالأثاثات المتقنة والغالية الثمن هي مضيعة ليس للمال وحده بل لما هو اثمن من ذلك الف ضعف . فهي تدخل إلى البيت عبئا ثقيلا من الهم والتعب والارتباك . KS 228.3

ما هي الحالات التي توجد في كثير من البيوت حتى ما كان منها محدود الدخل والموارد، وعمل البيت معظمه يكون منصبا على الأم؟ إن أفضل الغرف تكون مؤثثة على طراز أغلى بكثير مما تحتمله مالية الساكنين فيها، وهي لا تناسب راحتهم أو تمتعهم. وهناك الأبسطة الغالية والإثاث المنقوش بكل إتقان واناقة والمنجد أجمل تنجيد بأغلى المنسوجات. والمناضد ورفوف المدفأة وكل فراغ يمكن الحصول عليه تتراکم فيه الزينات والزخارف . والجدران تغطى بالصور حتى يصير المنظر متعباً ومملا. وما أكثر كمية العمل المطلوبة لحفظ كل هذه الأشياء منسقة ونظيفة من الأتربة! هذا العمل والعادات الأخرى المصطنعة في العائلة تمشياً مع الموضة، تتطلب من ربة البيت كدحا لا ينتهي. KS 228.4

وفي كثير من البيوت لا يكون لدى الزوجة والأم وقت للقراءة لتكون جيدة الإطلاع، ولا وقت لديها لتكون رقيقة لرجلها، ولا وقت لديها لتكون على النضال بعقول أولادها النامية المتطورة. ولا وقت لديها، ولا مكان فيه تجعل المخلص العزيز رفيقها وانسها القريب. وشيئا فشيئا تنحدر حتى تمسي مجرد خادمة للعائلة إذ تبتلع قوتها ووقتها واهتمامها في الأشياء التي مآلها إلى الفناء بالاستعمال. وبعد فوات الأوان تستيقظ لتجد نفسها غريبة في بيتها. فالفرص الثمينة التي كانت لديها لتؤثر في صغارها الأعزاء للوصول إلى حياة أسمى ذهبت إلى غير رجعة لأنها لم تحسن استخدامها. KS 229.1

فلتعزم ربات البيوت على أن يعشن عيشة أحكم من هذه. ليكن هدفكن الأول أن تجعلنا البيت مُسرا. واحرصن على توفير الأمور المساعدة التي تخفف وطأة العمل وتوفر الصحة والراحة. وأعملن على دعوة الضيوف الذين قد امرنا المسيح بالترحيب بهم على موائدنا والذين يقول عنهم : «بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم» (متى ه۲: 40). KS 229.2

أنثوا بيوتكم بأشياء بسيطة خالية من الأناقة، أشياء تحتمل الاستعمال والتي يمكن حفظها نظيفة بسهولة ويمكن استبدالها يغير كلفة كبيرة. فبتدريب ذوقك يمكنك جعل بيتك البسيط جدا جذابا ومغرياً إذا وجدت فيه المحبة والقناعة. KS 229.3