خدمة الشفاء
التهوية ونور الشمس
عند إقامة المباني سواء أكانت لأغراض عامة أو لتكون مساكن، ينبغي الحرص على توفير التهوية الجيدة والقدرة الوافرة من نور الشمس . إن الكنائس والمدارس كثيراً ما ترى فيها عيوب في هذا الأمر. إن إهمال التهوية الكافية هو السبب في النعاس والخمول اللذين يبطلان تأثير كثير من العظات و يجعلان عمل المدرس شاقاً وعديم التأثير. KS 168.3
فبقدر الإمكان ينبغي أن تكون كل المباني المعدة لسكنى الناس على أرض مرتفعة لا مكان لتجمع المياه حولها. هذا يضمن موقعا جافا ويمنع خطر الضرر الناشئ من الرطوبة والعفونة. هذا الأمر كثيراً ما يُستخف به. باعتلال الصحة الطويل الأمد والأمراض الخطيرة وكثير من الميتات تنتج من الرطوبة والملاريا المتوطنة في الأماكن المنخفضة والمدينة من حيث تصريف المياه. KS 168.4
وفي بناء البيوت، فمن الأمور الهامة كيفية خاصة، ضمان التهوية الكافية ووجود قدر كبير من نور الشمس . ليكن هناك تيار هوائي، وفيض من النور في كل غرفة في البيت. ويجب تنظيم غرفة النوم بحيث ينطلق فيها تيار من الهواء ليلا ونهاراً بكل حرية. لا توجد غرفة تصلح لأن تكون غرفة نوم ما لم يكن فتحها يومياً للهواء ودخول نور الشمس . وفي معظم البلدان تحتاج غرف النوم لمده بوسائل الراحة وتسخينها حتى يمكن تدفئتها وتجفيفها جيدا في الطقس البارد والرطب . KS 169.1
وينبغي أن تنال غرفة الضيوف من العناية قدر ما يعطي للغرف التي تستعمل باستمرار. فكغيرها من الغرف ينبغي أن يدخلها الهواء ونور الشمس ، ويجب تزويدها ببعض وسائل التدفئة لأجل تجفيف الرطوبة التي تتجمع دائماً في أية غرفة لا تستعمل باستمرار. فأي إنسان ينام في غرفة محرومة من نور الشمس أو ينام في سرير لم يجفف ويهوى جيداً إنما يفعل هذا مخاطراً بصحته وحتى بحياته. KS 169.2
وفي البناء ، كثيرون يحملون حساب أعراسهم وظهورهم ، ويعدوا لها العدة . في الشرفة أو النافذة المخصصة لوضعها تكون دافئة و تغمرها الشمس ، لأنه بدون الدفء والهواء ونور الشمس لن تعيش الأعراس ولن تزدهر. فإذا كانت هذه الشروط لازمة لحياة النباتات فكم بالأحرى تكون لازمة لأجل صحتنا وصحة عائلاتنا وضيوفنا ! KS 169.3
إذا أردنا أن تكون بيوتا مواطن الصحة والسعادة فيجب أن تجعلها فوق مستوى عفونة وضباب الأراضي المنخفضة، ونعطي المجال الدخول وسائل السماء المانحة الحياة بكل حرية. يجب أن نستغني عن الستائر الثقيلة وتفتح النوافذ ودرف الشبابيك، وألا نسمح أشجار الكرمة مهما تكن جميلة أن تلقي ظلها على النوافذ، وألا تسمح الأشجار تنمو بجوار البيوت بحيث تحجب عنها نور الشمس. قد يمكن أن نور الشمس يجعل لون الأثاثات والابسطة يبهت ويذهب بلون إطارات الصور، ولكنه يجعل خدود الأطفال تتألق بالصحة. KS 169.4
إن من عليهم أن يعولوا الناس المتقدمين في العمر يجب أن يذكروا أن هؤلاء هم في أشد الحاجة إلى غرف دافئة ومريحة. فإذ تتقدم بهم الأيام يقل نشاطهم وتقل حيويتهم لمقاومة المؤثرات المضعفة للصحة، ومن هنا نشأت الحاجة العظمى لأن تكون للمتقدمين في الأيام كمية كبيرة من نور الشمس والهواء المتجدد النقي . KS 169.5