التربيـــة
الیشمع ــ أمين في القلیل
قضى اليشع النبي سني حياته الاولى في هدوء الحياة الريفية وكان يتلقى تعليمه من الله ومن الطبيعة والتدرب على العمل النافع . ففي وقت كاد فيه الارتداد ان يكون شاملا كان افراد عائلة ابيه ضمن الجماعة التي لم تحن رکبة لبعل، فکان بیتهم بیتا فیه اکرم الله و تمجد و فیه كانت الامانة للواجب قانون الحياة اليومية Tr 67.4
ان الیشع اذ کان ابوه مزارعا ثریا شرع یقوم بالعمل الذی وجدته یده . فمع انه کان یملك من الامكانیات ما يخوله حق الزعامة بين الناس تلقى تدريبا في واجبات الحیاة العادیة . قلکی یوجه غیره توجیها حکیما علیه ان يتعلم الطاعة اولا . فلأنه كان امينا في القليل كان مستعدا للاضطلاع بودائع أعظم واثقل Tr 68.1
اليشع الذي كانت روحه وديعة ولطيفة كان حائزا ايضا النشاط والثبات . وقد عزز في قلبه محبـة الله ومخافته وفي روتين حياة التعب اليومية الوضيعة اكتسب قوة في القصد ونبلا في الخلق وكان ينمو في النعمة الالهية والمعرفة . فاذ كان يتعاون مع ابيه في مباشرة الواجبات البیتیة کان یتعلم التعاون مع الله Tr 68.2
جاءت الدعوة النبوية الى البشع عندما كان يحرث فى الحقل مع عبید ابیه . واذ کان ایلیا بتوجیه من الله ف طلب خلیفة له قد القی رداء ه علی کتفی ذلك الشباب تحقق الیشع من الامر واطاع الدعوة «قام ومضی وراء ایلیا وکان یخدمه» ( ۱ ملوك ۱۹ : ۲۱ ) . ان العمل ۱ الذی کان مطلوبا من الیشع فی بادیء الامر لم یکن عظیما. فالواجبات العادية کانت لا تزال تشکل تدریبه . قیل عنه انه کان یصب ماء علی یدی ایلیا معلمه . وكتابع النبي الخاص ظل يبرهن على أمانته في القليل ، في حين انه بعزيمته التي كانت تتقوى وتتشدد كرس نفسه للرسالة المسندة اليه من الله Tr 68.3
عندما دعي الیشع اولا اختبر عزمه . فعند ما اتجه لیتبع ایليا امره النبی ان یعود الی بیته . علیه ان یحسب النفقة ــ ان يقرر لنفسه ما اذا كان يقبل الدعوة أو یر فضها، ولکن الیشع ادرك قیمه فرصته انه لم برد ان يتخلی عن امکانیة صیرورته رسولا شه لاجل ای ربح او مغنم عالمي ، أو أن يضحي بامتياز مصاحبته لخادم الرب Tr 69.1
وبمرور الوقت ، اذ استعد ایليا للانطلاق ، کان الیشع مستعدا لان یکون خلیفته . ومرة اخری امتحن ایمانه و تصمیمه ۰ فاذ کان بصاحب ایلیا فی جولاته لخدمة وکان عالا بالتغییر المزمع ان یحدث ، کان فی کل مکان یتلقی دعوة من النبی للرجوع . قالی له ايلیا : «امكث هنا لان الرب قد ارسلنی الی بیت ایل» ولکنه فی حیاته الماضية عندما کان یحرث فی الحقل ، تعلم الیشع الا یفشل او تضعف عزيمته ، والآن وقد وضع يده على المحراث في ناحية أخرى من الواجب لم يرد ان ينحرف عن عزمه . ففي کل مرة و جهت الیه الدعوة ليرجع کان جوابه : «حی هو الرب وحية هي نفسك اني لا أتركك » ( ٢ ملوك ٢ : ٢ ) Tr 69.2
«و انطلقا کلاهما ... ووقف کلاهما بجانب الاردن . واخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا کلاهما فی الیبس . ولما عبرا قال ایلیا لا لیشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان اوخذ منك . فقال الیشع لیکن نصيب اثنين من روحك علي . فقال صعبت السؤال . فأن رأيتني اوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون . و فیما هما یسران ویتکلمان اذا مرکبه من نار و خیل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء . Tr 69.3
«وکان الیشع یری و هو یصرخ یا ابی یا ابی مرکبة اسرائيل وفرسانها. ولم يره بعد. فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين . ودفع رداء ایلیا الذي سقط۔ عنه ورجع ووقفيا علی شاطئ الاردن. فاخذ رداء ايلیا الذی سقط عنه، وضرب الماء و قال این هو الرب اله ایلیا ثم ضرب الماء ایضا فانفلق الی هنا و هناك فعبر الیشع . ولما رآه بنو الانبیاء الذین فى اریحا قبالته قالوا قاد استقرت روح ایلیا علی الیشع . فجاءوا للقائه وسجدوا له الی الارض » ( ۲ ملوك ۲ : ٦- ١٥) Tr 70.1
ومن ذلك الحین وقف الیشع ق مکان ایلیا. و ذال الذی کان امینا فی القلیل برهن ایضا علی امانته فی الکثیر Tr 70.2
ان ایلیا الرجل المقتدر استخدمه الله فی هدم الشرور الهائلة . فعبادة الاوثان التي اذ ساندها اخآب ونشرتها ايزابل الوثنية غررت بالامة وخدعتها ، أبطلت . وقد قتل انبیاء البعل . وقد تأثر العبرانیون کلهم تأثرا عمیقا , و کثیرون منهم بداوا یرجعون الی عبادة الله . و الذي سیخالف ایلیا کان مطلوبا منه ان یکون انسانا یستطیع ان يقود العبرانيين في طرق أمينة عن طريق التعليم الحريص في صبر واناة . فلأجل هذا العمل اعدت تربية اليشع الاولی تحت ارشاد الله ، اعدته اعدادا صالحا Tr 70.3
أن هذا الدرس هو للجميع . فليس من يعرف ماذا یمکن ان یکون قصد الله من تدریبه ، ولکن یمکن للجمیع ان یتاکدوا ان الامانة فی القلیل هی البرهان علی اهلیة الانسان لانه یؤتمن علی مسؤولیات اعظم . فکل عمل من اعمال الحياة هو اعلان للخلق وكشف له ، والذي يبرهن وهو یباشر و اجباته الصغیرة علی کونه : «عاملا لا یخزی» ( ۲ تیموثاوس ۲ : ١٥ ) سیکرمه الله بکونه یا تمنه علی ودائع أثقل Tr 71.1