التربيـــة

55/60

عَـمــَــل الحَيـــَـــــــاة

أن النجاح في أي عمل يتطلب تحديد هدف معين . فالذي يريد ان يحرز النجاح الحقيقي في الحياة يجب أن يضع نصب عینیه دائما الهدف الذي بیستحق ان یسعی الیه .ومثل هذا الهدف موضوع أمام شباب اليوم . أن القصد الذي عينته السماء الا وهو تقديم الانجيل للعالم في هذا انجیل هو انبل قصد یمکن أن بوضع أمام أي انسان . أنه يفتح المجال أمام كل من قد مس المسيح قلبه ليعمل Tr 308.1

وقصد الله من نحو أطفالنا الذين يشبون في بيوتنا هو أوسع و أعمق و اسمی مما قد ادرکه نظرنا المحدود . فالذين رآهم أمناء من أفقر الناس دعوا في الوقت المناسب لیشهدوا له فی اسمی مراکز العالم فی العصور الماضية . و کثیرا ما یحدث أن صبيا من صبیه اليوم اذ یشب کما شب دانیال و کبر قی بیته الیهودي ، ویدرس کلمة الله واعماله ويتعلم دروس الخدمة الامينة سيقف في المجالس التشريعية وفي دور القضاء أو في قصور الملوك كشاهد لملك الملوك . وسيدعى جماهير من الناس لخدمة أوسع . أن العالم کله ی نفتح امام الانجیل . فکوش تمد یدها الی الله . ومن اليابان والصين والهند ، ومن البلدان التي لا تزال عائشة فی الظلام فی قارتنا و من کل رکن من أرکان عالنا تجيء صرخة القلوب التي ضربتها الخطية في طلب معرفة اله المحبة . أن ملايين فوق ملايين من الناس لم يسمعوا عن الله قط ولا عن محبته المعلنة في المسيح . ومن حقهم أن يحصلوا على هذه المعرفة . أن لهم حقا مساويا لحقنا ونصیبا کنصیبنا فی رحمة المخلص ۔ وعلینا نحن الذین قبلنا المعرفة وعلى أولادنا الذين يمكننا أن نقدمها لهم أن نستجيب لصرختهم . ولكل عائلة وكل مدرسة ولكل أب و أم و معلم و طفل ممن قد أشرق علیهم نور الانجیل ، وفي هذه الازمة يوجه السؤال الذي وجه الى استير الملكة في تلك الازمة الخطيرة من تاريخ العبرانيين قائلا : ” من يعلم أن كنت لوقت مثل هذا وصلت الى الملك” ؟ ( استير4 : 14 ) Tr 308.2

أن الذين يفكرون في نتيجة الاسراع بالانجيل أو تعطيله بیفکرون فیه فی علاقته بأنفسهم و بالعالم ۰ ولکن قلیلون هم الذین یفکرون في علاقته بالله . و قلیلون هم الذین یفکرون في الآلام التي سببتها الخطية لخالقنا . ان كل السماء قد تألمت لآلام المسيح . ولكن ذلك الالم لم يبدا ولا انتهى بظهوره في هيئة بشرية . أن الصليب هو أعلان لحواسنا البليدة عن الالم الذي جلبته الخطية على قلب الله منذ بدء ظهورها . فکل انحراف عن الحق و کل عمل من أعمال القسوة وكل فشل حاق بالبشرية دون بلوغ مثاله يجلب عليه الحزن . عندما حلت بالعبرانيين المصائب التي كانت هي النتيجة الاکیدة لابتعادهم عن الله و استعباد اعدائهم لهم ، والقسوة والموت قيل : ” ضاقت نفسه بسبب مشقة اسرائیل،” فی کل ضیقهم تضایق . . . رفعهم و حملهم کل الایام القدیمة » ( قضاة 10 :19 )( اشعیاء 63 : 9 ) Tr 309.1

ان روحه ” بیشفع فینا بانات لا ینطق بها ” فکما أن ” كل الخليقة تئن وتتمخض معا” فكذلك قلب الآب السرمدی ایتالم عطفا . ( رومیة 8 : 26 و ۲۲) . أن عالمنا هو محجر صحي واسع الارجاء ومشهد للبؤس بحيث أننا لانجرؤ علی إن نجعل أفکارنا نفسها تفکر فیه ۰ فلو تحققنا هذا و عرفناه علی حقیقته فان الحمل یصير ارهب مما یمکن احتماله . ومع هذا فالله يحس بذلك كله . فلكي يلاشي الخطية ونتائجها بذل ابنه الحبيب وجعل في مقدورنا ، عن طريق التعاون معه ، أن نجعل حدا ونهايه لمشهد البؤس هذا : ” ویکرز ببشارة الملکوت هذه فی کل المسکونة شهادة لجميع الأمم . ثم يأتي المنتهى ) ( متى 24 :14 ) Tr 310.1

” اذهبوا الی العالم اجمع واکرزوا بالانجیل لخلیقة كلها” ( مرقس ١٦ : ه 1 ) هذا كان أمر المسيح لتلاميذه و لایزال . ولکن لیس معنی هذا ان الجمیع مدعوون لیکونوا رعاة ومرسلين بالمعنى العادي الشائع ، ولكن الجميع یمکنهم أن یکونوا خداما معه فی تقدیم « البشارة » لبنی جنسهم . أن الأمر صادر الی الجمیع عظماء وفقراء متعلمين وجهلة ، كبارا وصغارا Tr 310.2

فأمام هذا الامر هل نربي أبناءنا وبناتنا لیحیوا حیاة التقاليد المحترمة والتمسك بها ، حياة الاعتراف المسيحي و لکن تعوزها تضحيه، الحیاة التی لا بد أن یکون الحکم الصادر ضدها من ذاك الذي هو الحق يقول : ” لا اعرفکم ” ؟ Tr 311.1

أن الآفا من الناس يفعلون هذا . فهم يفكرون في أن یضمنوا لأولادهم فوائد الانجیل بینما هم ينکرون روحه . ولکن هذا لن یکون . فالذین یرفضون امتیاز مشارکة المسيح في الخدمة أنما يرفضون التربية الوحيدة التي تمنح الاهلية لمشاركته في مجده . فهم يرفضون التربية التي تمنح القوة ونيل الخلق في هذه الحياة . كثيرا ما حدث أن أبا و أما اذ أنكرأ صلیب المسیح علی اولادهما قد عرفا بعد فوات الاوان أنهما انما كانا بذلك يسلمانهم لعدو الله والناس. لقد ختموا علی هلاکهم لیس فی المستقبل فحسب بل أيضا في الحياة الحاضرة . فقد غلبتهم التجربة . وقد شبوا لیکونوا لعنة للعالم و سبب حزن و عار لمن قد ولدوهم Tr 311.2

وحتى عند محاولة التأهب لخدمة الله كثيرون يرتدون بسبب اساليب التربية المخطئة. أن غالبية الناس يعتبرون الحياة مكونة من فترات محددة ، فترة التعليم وفترة العمل ـ فترة الاستعداد ثم فترة الانجاز . وفي الاعداد لحياة الخدمة يرسل الشباب الى المدرسة ليحصلوا المعرفة و العلم بدراسة الكتب فاذا ينقطعون عن مسؤوليات الحياة اليومية ينشغلون في الدرس وكثيرا ما يغيب عنهم قصده . و حماس تکریسهم الاول ینطفیء ، و کثیرون جدا ینشغلون ببعض الطموح الشخصي الاناني .أن آلافا يجدون أنفسهم عند التخرج لا صلة لهم بالحياة . لقد ظلوا طويلا جدا يتعاملون مع ما هو معنوي ونظري بحیث انه حين کان يجب ان يهّب الكيان كله لمجابهة المصارعات القاسية للحياة الحقيقية يكونون غير متأهبين . وبدلا من العمل النبيل الذي قصدوا أن يعملوه تنصب قواهم في الصراع لاجل أعالة أنفسهم . فبعد الفشل والخيبة المتکررة ففي يأسهم حتی من کسب رزقھم بطريقة شریفة کثیرون ینساقون وراء اعمال مشكوك فيها أو أجرامية . فيحرم العالم من الخدمة التي کان يمکنه الحصول عليها ، والله ” تسلب منه النفوس التي کان یتوق الی أن یرفعها ویشرفها ویکرمها کمن هم نواب عن ذاته Tr 311.3

ان والدین کثیرین یخطئون قی کونهم بفاضلون بین أولادهم في أمر التربية . فهم يقومون بكل تضحية تقريبا ليضمنوا أفضل المنافع لواحد من اولادهم برونـه ذکيـــا وکفوءا۔ ولكنهم يرون أن هذه الفرص ليست لازمة لمن هم اقل ذكاء وكفاءة . فالتربية البسيطة تعتبر لازمة لاجل اتمام واجبات الحياة العادية Tr 312.1

ولکن من هو کفوء لان یاختار من بین عائلة بها اطفال أولئك الذين ستقع عليهم أهم المسؤوليات ؟ ما أكثر ما یتبرهن خطأ الانسان فی الحکم ! اذکروا اختبار صموئیل عند ما ارسل لکی یمسح واحدا من ابناء یسی لیکون ملکا علی العبرانیین . و قد مر أمامه سبعة من الشبان الذین کانت تلوح عليهم امائر النبل. فعندما نظر الى الاول الذي كان جمیل الصورۃ وحسن التکوین ومتناسق الاعضاء وکان ذا هيئة ملكية صاح النبي قائلا : ” أن أمام الرب مسيحه” ولكن انچه قال له : ” لا تنظر الی منظره وطول قامته لاني قد رفضته ۰ لانه لیس کما ینظر الانسان . لان الانسان ینظر الی العینین و أما الرب فانه ی نظر الی القلب ” ( ۱ صموئیل 1٦ : 1 و 7 و . 1 ) . ولم يسمح للنبي بأن ينهي رسالته الا بعدما استدعي داود من وراء الغنم Tr 312.2

أن الاخوة الکبار الذین کان یمکن لصموئیل أن یختار منهم لم تكن فيهم المؤهلات التي رآها الله لازمة لاجل من سیملك علی شعبه . فاذ کانوا متکبرین و معجبین بذواتهم وواثقين بانفسهم أهملوا ليحل في مكانهم ذاك الذي قد احتقروه والذي ظل محتفظا ببساطته واخلاص شبابه ، والذی اذ کان حقیرا وصفیرا فی عینی نفسه أمکن لله أن یدربه لتحمل تبعات المملکة . وهکذا الیوم فقد يرى الله فی طفل یغفله أبواه ، امکانیات اسمی مما قد ابداه الآخرون الذين يظن أن لهم مستقبلا يبشر بالخير Tr 313.1

و فیما یختص بامكانیات الحیاة فمن ذا الذي بیستطیع أن يقرر أيها العظيم وأيها الحقير ؟ وكم مرة يحدث أن خادما في آماكن وضيعة في الحياة اذ شغل قواه لمباركة العالم أحرز نتائج یحسده علیها الملوك ! Tr 313.2

اذاً فليتلق ” كل طفل التربية لاجل اسمى خدمة . ” في الصباح ازرع زرعك وفي المساء لا ترخِ يدك لانك لا تعلم أيهما ينمو هذا أو ذاك ” ( جامعة 1 1 : 6) Tr 314.1

أن المركز الخاص المعين لنا في الحياة تحدده وتقرره امکانیاتنا . فلیس الجمیع یصلون الی نفس النضوج أو ينجزون نفس العمل بكفاءة متساوية . والله لا ينتظر من الزوفا أن ترتفع بنسبة ارتفاع شجرة الارز ، أو أن ترتفع الزيتونة الى مثل ارتفاع النخلة العظيمة . بل على كل واحد أن يهدف الى العلو الذي يجعل اتحاد ما هو بشري بما هو الهی أمرا ممکناً Tr 314.2

أن کثیرین لا یصیرون ماکان یمکنهم. ان یصیروا الیه لانهم لا يستخدمون القوة الكامنة فيهم . فهم لا يمسكون بقوة الله کما کان یمکنهم أن یفعلوا ۰ و کثيرون ینحرفون عن الطریق الذي کان یمکنهم لو ساروا فیه أن یحرزوا أعظم نجاح . فاذ يطلبون كرامة أعظم أو عملا أكثر قبولا يحاولون عمل ما ليسوا مؤهلين له . وكثيرا ما يحدث أن انسانا تؤهله مواهبه لحرفة اخرى يطمع في وظيفة ، والذي كان یمکن أن یکون فلاحا أو صانعا ناجحا یشغل مرکز واعظ۔ أو محام أو طبیب بقير کفاءة أو جدارة . ثم انه يوجد آخرون کان یمکنهم ان بیشغلوا وظائف ذات مسؤولیة و لکنهم لعدم النشاط۔ أو التطبیق أو المثابرة يقنعون بمرکز أسهل Tr 314.3

Tr 314.4

اننا بحاجة الى ان نتبع تدبير الله للحياة في أأقرب قرب . فكوننا نبذل جهدنا في العمل الاقرب الينا ونسلم للرب طرقنا وننتظر و نراقب ارشادات عنایته ـــ هذه هی القوانين التي تضمن الارشاد الامين في اختيار حرفــة Tr 314.5

أن ذاك الذي نزل من السماء لیکون مثالا لنا قضی ما يقرب من ثلاثين سنة من حياته في عمل آلي عادي ، ولكنه في اثناء هذه المدة كان يدرس كلمة الله ويتأمل في أعماله ، وکان يساعد ویعلم کل من امکن أن یصل تاًثیره اليه . وعندما بدأت خدمته الجهارية جال شافيا المرضى معزیا الحزانی و کارزا بالانجیل للمساکین . وهذا هو عمل كل تلاميذه Tr 315.1

” الکبیر فیکم لیکن کالاصغر۔ والمتقدم کالخادم . لان . . . انا بینکم کالذی یخدم ” (لوقا 22 : 26 و ۲۷) أن المحبة والولاء للمسيح هما نبع كل خدمة صادقة. ففي القلب الذي قد مسته محبته ” يخلق شوق لخدمته . فيجب تشجيع هذا الشوق وتوجيهه توجيها صائبا . وسواء في البيت او البيئة او المدرسة فان وجود الفقراء والمتضايقين والجهلاء والعاثري الحظ يجب ألا يعتبر من تكد الطالع بل على انه يقدم فرصة ثمينة للخدمة Tr 315.2

وفی هذه الخدمة کما فی کل خدمة اخری تکتسب المهارة في العمل نفسه . ففي التدرب علی واجبات الحیاۃ العادية وفي خدمة الفقراء والمتألمين تحقق تلك الكفاءة . فبدون هذا تكون افضل الجهود عديمة النفع بل وضارة . فالناس يتعلمون السباحة لا على اليابسة بل في الماء Tr 315.3

و هناك التزام آخر وما اکثر ما قوبل باستخفاف ـــ وهو الذی یجب توضیحه للشباب الذین تنبهوا لطالیب المسيح - وهو التزام علاقة الكنيسة Tr 315.4

ان العلاقة بين المسيح وكنيسته هي علاقة وثيقة و مقدسة جدا -- فهو العریس والکنیسه العروس ، هو الراس و الکنیسة الجسد . اذاً فالارتباط بالمسیح یشتمل الارتباط ۔ بکنیسہته Tr 316.1

والكنيسة منظمة لاجل الخدمة . ففي حياة الخدمة للمسیح يغدو الارتباط بالکنیسه احدی الخطوات الاولی . والولاء للمسیح بیتطلب انجاز واجبات الکنیسة بأمانة . هذا جزء هام من خدمة الانسان ، وفي الكنيسة المشبعة بحياة السيد فان ذلك سيقود مباشرة الى بذل الجهد لاجل - العالم الخارجي Tr 316.2

توجد أعمال كثيرة يمكن للشباب أن يجدوا فيها فرصة لبذل العون . فلينتظموا في فرق لاجل الخدمة-المسيحية ، وسيبرهن التعاون على انه معونة وتشجيع . ان الوالدین والعلمین اذ یهتمون بعمل الشباب سیکونون قادرین علی أن يقدموا فائدة اختبارهم الاوسع ويستطيعون مساعدتهم لجعل جهودهم فعالة للخير Tr 316.3

أن التعرف هو الذي يوقظ العطف ، والعطف هو نبع الخدمة الفعالة . فالأجل ايقاظ العطف وروح التضحية في نفوس الاطفال والشباب على الملايين من المتألمين في ” الاقاليم البعيدة ” دعوهم يتعرفون بهذه البلدان وشعوبها. ففي هذا العمل يمكن انجاز الكثير في مدارسنا. فبدلا من الكلام الكثير عن الاعمال الباهرة التي قام بها الاسکندر و نابلیون و امثالهما مما یذکره التاریخ ، لیدرس التلاميذ حياة اولئك الناس امثال بولس الرسول ومارتن لوثر و موفات ولفنجستون و کيري ، و تاریخ المرسلين المعاصرين وجهودهم . فبدلا من ان نثقل عقولهم بقائمة من الاسماء والنظريات التي لا علاقة لها بحياتهم ، والتي قلما يفكرون فيها متى خرجوا من حجرة الدراسة دعوهم يدرسون كل البلدان في نور الخدمة الكرازية ويتعرفون بالشعوب واحتياجاتها Tr 316.4

وفي خدمة الانجيل الختامية هذه يوجد حقل واسع لیمتلك ، واکثر مما فی اي وقت مضی یحتاج العمل الی تجنید مساعدین من عامة الشعب . فالشباب و من یکبرونهم سیدعون من الحقل و من الکرم و من المصنع ليرسلهم السید ليقدموا للناس رسالته . كثيرون من هؤلاء لم تکن لديهم غير فرص قليلة للتربية ولكن المسيح يرى فيهم مؤهلات تقدرهم على اتمام قصده . فان وضعوا قلوبهم في العمل وداوموا على التعلم فهو سيؤهلهم لخدمته Tr 317.1

أن من يعرف اعماق شقاء العالم ويأسه يعرف بأية وسیله یمکنه أن یاتی بالاسعاف . فعلی کل جانب یری نفوسا جالسة في الظلمة منحنية تحت ثقل الخطية والحزن والالم . ولکنه یری أيضا امکانیات تلك النفوس. و هو یری العلو الذی یمکنهم بلوغه . فمع ان الناس انتهکو مراحمهم وأساءوا استخدامها وبذروا وزناتهم وأضاعوا عظمة الرجولة المجيدة فان الخالق سيتمجد في فدائهم Tr 317.2

أن المسیح يضع عبء خدمة هؤلاء المحتاجين في اماکن الارض الوعرة على عاتق من يستطيعون ان يرثوا للضعفاء والضالین . وهو سیکون حاضرا لیعین الذین تحس قلوبهم بالعطف ، مع ان ایدیهم قد تکون خشنة وغیر مدربة جایدا. وسيعمل بواسطة من يستطيعون أن يروا الرحمة في الشقاء والربح في الخسارة . وعندما يمر بهم نور العالم فسيشاهد الامتياز في المشقة والنظام في وسط التشويش والنجاح في الفشل الظاهری . وستـُری المصائب علی انها برکات مقنـّعة ، والويلات كأنها مراحم . أن الخدام الذين يأتون من عامة الشعب ليقاسموا بني جنسهم احزانهم کما قد قاسم سيدهم الجنس البشري کله احزانه سيرونه بالايمان عاملا معهم Tr 318.1

” قریب یوم الرب العظیم ، قریب وسریع جدا ” ( صنفيا 1 : 14) . فیجب تحذیر العالم Tr 318.2

أن آلافاً فوق آلاف من الشباب و من یکبرونهم یجب أن يقدموا أنفسهم لهذه الخدمة بالاستعداد الذى يستطيعون الحصول عليه . أن قلوبا كثيرة تستجيب مقدما لنداء الخادم الاعظم وسيتزايد عددهم . فليقدم كل مرب. مسيحي لمثل هؤلاء الخدام العطف والتعاون . وليشجع الشبان الذين تحت رعايته ويساعدهم في الحصول على الاستعداد لينضموا الى الصفوف Tr 318.3

لا يوجد فرع من العمل فيه يمكن للشباب أن يظفروا بفائدة أكثر . أن جميع من يشتغلون في الخدمة هم بمثابة يد الله المعينة . انهم عاملون مع الملائكة ، بل هم بالحري العمال البشريون الذين عن طريقهم ينجز الملائكة خدمتهم ورسالتهم . فالملائكة ينطقون باصواتهم ويعملون بايديهم . واذ يتعاون الخدام البشريون مع أجناد السماء یستفیدون من تربیتهم واختبارهم . وکوسیلة للتربیة ایة ” دراسة جامعیه ” یمکن ان تباری هذه ؟ Tr 318.4

و بمثل ھذا الجیش العظیم من الخدام الشباب المدربين حسنا ما اسرع ما تحمل الى العالم كله رسالة المخلص المصلوب المقام الآتي سريعا ! وما اسرع ما يمكن أن تأتي النهاية ـــ نهاية الالم والحزن والخطية ! وبدلا من الميراث هنا بما فيه من ضربة ولعنة الخطية والالم يمكن لاطفالنا ان یحصلوا علی میراث حیث ” الصدیقون يرثون الارض ویسکنونھا الی الاہد ” حیث ” لا يقول ساکن انا مرضت ” و ” لا یسمع بعد فیها صوت بکاء ” ( مزمور ۳۷ : ۲۹ : أشعياء 33 : 24 ؛ 65 :19 ) Tr 319.1