المَبَادئُ الأسَاسِيَّةُ - لِلِإصْلاَحِ الصِّحِّىِّ
٤٩ — تغيرات حتّمية
«في أغلب الأحيان يستلزم الخضوع لمتطلبات الإنجيل تغيرات حتمية في الهندام. الاهتداء القلبي الحقيقي يجري تغييرات عجيبة في المظهر الخارجي. BHA 95.2
لا يجب الإهمال في الملبس. علّموا المهتدين حديثاً أن الملبس موهبة من أجل المسيح، الذي نحن ملكُه، يجب أن نسعى لتحسين مظهرها على أفضل ما يكون. في خدمة المقدس الأرضي (خيمة الاجتماع) عيَّن اللّه كل التفاصيل الخاصة بثياب من يخدمون أمامه. لنتعلم من ذلك أن الله يستحسن نمطاً معيناً في ملبس من يقومون بخدمته. من تمّ وجب أن تكون ثياب أتباع المسيح رمزية. ففي كل شيء ينبغي أن تكون ممثلين للمسيح. إذن لابدّ من استعمال الذوق السليم في انتقاء الألوان المناسبة، كما يجب أن يكون ملبسنا مهندماً ولائقاً بناء أمّا الشَعْر فيجب تصفيفه بعناية، فيكون مظهرنا متّسماًبالأناقة والحشمة والنقاء من كل وجه، لكن كلمة الله لا تأذن لنا بإجراء أي تغييرات في هندامها لمجرّد التوافق مع الموضة ... لنشبه العالم، حينما يتشبّع الذهن بالرغبة في التظاهر، يظهر الغرور الباطل. يجب التخلص من هذا كلّه. BHA 95.3
يجب دراسة كلمات الكتاب المقدس عن الملابس بعناية. يقول الروح القدس على لسان الرسول بولس: وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ. (۱تیموثاوس 2: 9،10). وعلی لسان الرسول بطرس يعلمنا الروح فيقول: «وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ،بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ» (۱ بطرس 3: 3، 4). BHA 96.1
لا يزيننَّ المسيحيون أنفسهم بملابس غالية أو حليّ نفيسة، فكل هذا التظاهر لا يضفي أي قيمة على الشخصية. يرغب الله أن يتخلّى كل مؤمن متجدد عن فكرة أنّ ارتداء ملابس مماثلة لأهل العالم سيضيف قيمة لتأثيرهم، إن التزيّن بالحلي والأشياء المزخرفة ليس إلاً ضرباً من عبادة الأوثان، يكشف هذا التظاهر غير الضروري عن محبةللأشياء التي يُفترض أنها تضيف قيمة للشخص، يبرهن للعالم على خلوّ القلب من الزينة الداخلية. يحمل الشخص المكثرُ من الملابس المزدانة بزينة خارجية علامة الفقر الداخلي. فهذا يكشف عن نقص في الروحانية. إنّ الإسراف في الملبس يتطلّب إنفاق المال المطلوب لتدعيم عمل الرب. فأشرطة الزينة وأربطة الشعر الإضافية تعني صرف المال بدون داعٍ. وزركشة قبعات السيدات بأربطة عالية منتصبة ما هي إلامصاريف غير ضرورية كما أنها لا تليق بالمسيحيات. BHA 96.2
تسبب القبعات المزركشة أكثر من اللازم إزعاجاً حتمياً في بيت الله. فجماعة العابدين يريدون أن يروا وجه الواعظ ويسمعوا صوته، لكن قبعات السيدات وأشرطتها وارباربطتها العالية تحجب الرؤية. وقد ترى الكثيرين من الحاضرين يحاولون استراق النظريميناً أو يساراً لإلقاء نظرة على الواعظ، لكنّ محاولاتهم تبوء بالفشل في أكثر الأوقات. فيتشوه استمتاعهم بالخدمة وينزعج الواعظ الذي يلاحظ كل ذلك. BHA 97.1
نصب الشيطان فخاً للإيقاع بالنفوس الغافلة فاقتادهم إلى تركيز الانتباه على زينتهم الخارجية بدلاً من أسباب النعمة الداخلية التي تظهرها محبة الحقّ والبرّ كثمرة من أثمار شجرة الحياة المسيحية. BHA 97.2
يُسِرف الكثيرون في إشباع رغبة اللبس.فينفقون أموالهم على ما لیس بخبزوهم حمقى مثل عیسو، الذي باع بکوریته من أجل صحن عدس. يمتنع الكثيرون عن الدخول من الباب الضيق لأنّهم لا يقدرون أن يشبعوا رغبتهم في التظاهر و يؤمنون بالمسيح ويسلكون في إثر خطواته في نفس الوقت. قال المسيح: «إنّ أَرَاَدّ أَحَدّ أنّ يَأتِيِوَرَائِيِ فَلْیُنکِرْنَفَسَهُٔ و یحَمل صلیبَههُ و يَتَبَعنَيّ» إنكار الذات والتضحية بها هي علامة الحياة المسيحية. وسيرى الناس الدليل على تجديد الذوق في ملبس كل من يسلكون درب القداسة الضيق، الدرب الذي صمّمّ للمفديين ليسيروا فيه» (UT). BHA 97.3