المَبَادئُ الأسَاسِيَّةُ - لِلِإصْلاَحِ الصِّحِّىِّ

24/59

٢٣ — حینماتکون عادات الاکل حجرَ عثرة

«حينما حاولنا تقديم الإصلاح الصحي لإخوتنا وأخواننا، وكلمناهم عن أهمية الأكل والشرب وعمل كل شيء لمجسد الله، قال الكثيرون بأفعالهم: «ليس من شأن أحدٍ أن آكل هذا أو ذاك. فمهما فعلنا سنتحمّل العواقب يأنفسنا». أصدقائي الأعزاء، أنتم تخطئون خطاً جسيماً، فأنتم لا تعانون وحدكم من جرّاء أفعالكم الخاطئة. فالمجتمع الذي تعيشون فيه يتحمل عواقب أخطائكم، بدرجة كبيرة، مثلكم تماماً فإذا عانيتم من إفراطكم في الأكل أو الشرب، نتأثر نحن المحیطون بکم آوالذین نعاشرُکم بضعفاتکم ویکون علینا آن نتالم بسبب سلوککمالخاطئ. فاذا کان لا فراطکم تأثیرٌ منقصً القدراتکم الذهنية أو الجسدية، نشعر بذلك عند معاشرتكم وتتأثر به. وإذا كنتم مكتئبين، بدلاً من التحلّي بروح المرح، تلقون يظل على أمزجة جميع المحيطين بكم، وإذا كنا نحن محزونين ومكتئبين وفي مشقة، يمكنكم أنتم إن كنتم في حالة صحية سليمة- إخراجَنا بذهنكم الصافي وقول كلمة معزّية لنا، لكن إذا كانت أذهانكم متبلدة بسبب أسلوب معیشتکم الخاطيء، لدرجة أنكم لا تستطيعون إسداء النصح لنا، أفلا نلقی خسارهٔ؟ ألایؤثر علینا حکمکم تاثیراً خطیرا؟ قد نکون علی قدر جيد من الثقة بسداد رأينا، لكننا نريد الانتفاع بالمشيرين، لأن «الخَلَاصَ بِکَثَرَةِ المُشِیِرِینّ». نحن نرغب آن یکون تصرفنا ثابتاً علی مبدأ أمام من نحب، ونرغب في طلب مشورتهم، وأن يستطيعوا نقدیمهالنا بذهن صاف، لکن کیف لنا آن نستفید بحکمکم طالبا آن قوة مخکم العصبية أرهقت إلى أقصى حدّ، وأُستنزِفَتْ الحيوية من المخ لتتولى العناية بالطعام غير الملائم الموضوع في بطونكم، أو حتى بكميات هائلة من الطعام الصحي؟ ما الذي يعنينا في حكم أشخاص كهؤلاء؟ إنهم ينظرون من خلال كتلة من الطعام غير المهضوم. من ثم يؤثر علينا أسلوب معيشتكم ومن المستحيل أن تسلكوا في طريق خاطيء دون تعريض الآخرين للمعاناة» (2T 356,357). BHA 50.3

«هل ينهض برق ورعد سيناء هذه الكنيسة؟ هل ينهضانكم أيها الأباء والأمهات لبدء عمل الإصلاح في بيوتكم؟ ينبغي عليكم أن تكونوا معلمين لأولادكم، وأن ترشدوهم لينأوا بأنفسهم عن رذائل هذا الزمان ومفاسده. ولكن عوض هذا، يجتهد الكثيرون في سبيل الحصول علی مایعتقدون آنه شيء جید للماکل۔ أنتم تضعون علی موائد کم زبدا وبيضا ولحما، وأولادكم يتناولون منها. إنهم يتغذون على الأشياء عينها التي تثير انفعالاتهم الحيوانية، ثم تأتون إلى الاجتماعات وتطلبون أن يبارك اللّه أولادكم ويخلصهم. إلى أي مدى ترتفع صلواتکم؟ لد یکم عمل ينبغي تأديتها آولا. وحينما تفعلون لاولاد کم کل ما أوصاكم الله بفعله، حينئذ تستطيعون المطالبة بثقة بالمعونة الخاصة التي وعدكم الله بها. يجب عليكم تحري الاعتدال في كل شيء. يجب أن تتحروه فيما تأكلون وفيماتشربون. ومع ذلك تقولون: «اليس من شأن أحدماآكله أو اشربة أو أضعه علي مائدتي». بالطبع هذا من شأن أحد ، ما لم تأخذ أولادك وتغلق عليهم، أو تذهب إلى البراري حيت لا تكون عبثاً على الغير، وحيث لا يفسد أولادك الجامحون الخبيثون المجتمع الذي یخالطونه» (المرجع السابق، ص 361، 362). BHA 52.1