ينصح للكنيسة

303/303

مجيء المسيح ومسؤولية الكنيسة

إننا نقترب من نهاية تاريخ العالم. وعما قليل سنقف أمام العرش العظيم الأبيض. وأن ما أتيح لكم من وقت للعمل سينتهي سريعا. ترقبوا الفرص لتقولوا كلمة في حينها للذين تحتكون بهم. لا تنتظروا حتى يتم التعارف بينكم قبل أن تقدموا لهم كنوز الحق التي لا تثمن. CCA 735.1

في يوم الدينونة يدرك الهالكون, تمام الإدراك, أهمية التضحية التي بذلت على جلجثة. يرون فداحة الخسارة التي منوا بها نتيجة عدم امانتهم. يفكرون بالإمتياز السامي الذي كان لهم بأن تكون لهم الشركة النقية مع الاطهار. ولكن فات الأوان. إذ أن الدعوة الأخيرة انتهت, فينوحون قائلين : ” مضى الحصاد انتهى الصيف ونحن لم نخلص “ ( ارميا 8 : 20 ). CCA 735.2

علينا تستقر مسؤولية ثقيلة, هي إنذار العالم بهلاكه الآتي. فمن كل الأماكن, الداني منها والقاصي, ترد الآتي. فمن كل الأماكن, الدني منها والقاصي, ترد نداءات الإستعانة. والله يدعو كنيسته لتقوم وتلبس قوة. فيجب أن نظفر بالأكاليل, وندخل ملكوت السماء, وننير العالم الذي يهلك في الجهل والغباوة. CCA 735.3

إن العالم سيقتنع, ليس عن طريق ما يسمعه من على المنابر من تعليم, بل عن طريق ما يراه في حياة الكنيسة. فالخادم يعلن من على المنبر نظرية الإنجيل, غير أن تقوى الكنيسة العاملة تكشف عن قوته. CCA 735.4

إن الكنيسة, لئن كانت ضعيفة وناقصة ومحاتجة دائما إلى الإنذار والإرشاد, فهي مع ذلك موضع اعتبار المسيح الاسمى. إنه يجري اختبارات النعمة على القلوب البشرية, مما يؤول إلى تجديد عجيب للصفات يندهش له الملائكة, فيعبرون عن فرحهم بتسابيح الحمد, ويبتهجون للفكر أن البشر الخطاة المنحرفين يقدرون أن يتجددوا هكذا. CCA 736.1

إن رسالة الملاك الثالث إذ تزداد عظمة حتى تصبح صرخة عالية, سيواكب المناداة بها مجد وقوة عظيمان. وستشع وجوه شعب الله بنور السماء. CCA 736.2

سيعيد الرب لعمله رجالا ونساء, بل أطفالا أيضا كما أعد صموئيل, جاعلا إياهم رسله. ان الذي لا ينعس ولا ينام يسهر على كل عامل, مختارا دائرة عمله. السماء بأسرها ترقب الحرب التي يخوضها خدام الله تحت ظروف تبدو مثبطة للهمم. لكن انتصارات تحرز, وأمجادا تربح, فيما خدام الرب, وهم يجمعون صفوفهم حول راية الفادي, يخرجون ليجاهدوا جهاد الإيمان الحسن. إن ملائكة السماء جميعهم مستعدون لخدمة شعب الله المتواضعين المؤمنين, وإن جيش الله من العمال هنا على الأرض إذ يترنمون بترانيم التسبيح, تنضم اليهم الجوقة السماوية في تقديم الشكر, رافعين الحمد والتسبيح لله ولإبنه. CCA 736.3

لا شيء يبدو هكذا ضعيفا, وهو في الواقع منيع لا يقهر, مثل النفس التي تشعر بتفاهة ذاتها, وتعتمد على استحقاقات المخلص اعتمادا كليا. إن الله لمستعد أن يرسل كل ملاك في السماء لنجدة مثل هذه النفس فلا يتركها تهزم. CCA 736.4

إن هتاف المعركة ليرتفع فوق الصفوف. فليتقدم كل جندي للصليب إلى الأمام, لا بشعور من الإكتفاء الذاتي, بل في وداعة وتواضع وإيمان بالله. إن عملك وعملي ينتهي بنهاية هذه الحياة. فقد نرقد في القبر لبرهة وجيزة, ولكن حين تأتي الدعوة سنستأنف عملنا مجددا في مملكة الله. CCA 737.1

سلسلة روح النبوة — الربع الرابع, 1961 — الدرس الثاني عشر مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 738.1