ينصح للكنيسة
مجازاة الأمناء
أخي وأختي, إني احضكما لتستعدا لمجيء المسيح في سحب السماء. يوما فيوما انزعا محبة العالم من قلبيكما. افهما بالإختبار ما معنى أن تكون لكما شركة مع المسيح. استعد للدينونة, حتى متى جاء المسيح ليتعبد له جميع المؤمنين, تكونا بين الذين سيلاقونه بسلام. في ذلك اليوم سيتلألأ المفدسون بمجد الآب والإبن. والملائكة, وهم يعزفون على قيثاراتهم الذهبية, سيرحبون بالملك وبغنائم نصرته, الذين غسلوا وبيضوا في دم الخروف. وستنطلق ترنيمة انتصار مالئة السماء كلها. لقد انتصر المسيح. إنه يدخل الديار السماوية يصحبه مفديوه شاهدين على أن مرسليته — مرسلية الألم والتضحية — لم تذهب سدى. CCA 732.1
إن قيامة ربنا وصعوده هما دليل أكيد على انتصار قديسي الله على الموت والهاوية وضمان بأن السماء مفتوحة لإستقبال الذين غسلوا ثيابهم أي صفاتهم وبيضوها في دم الخروف.صعد يسوع إلى الآب ممثلا عن الجنس البشري, وأن الله سيحضر الذين انعكست عليهم صورته ليروه ويشاركوه مجده. CCA 732.2
هناك منازل لسياح الأرض, وثياب للأبرار مع أكاليل مجد وسعف نصر. وكل ما قد حيرنا في تدابير عناية الله سويضح لنا في العالم الآتي. والأمور التي يصعب فهمها ستحل وتوضح هناك, وستكشف أمامنا أسرار النعمة. وحيث تراءى لعقولنا البلبلة والوعود المنكوثة سنرى أكمل الإنسجام وأجمله, وسنرى أن المحبة اللامحدودة هي التي جلبت الإختبارات التي بدت غاية في الصعوبة. وإذ ندرك ما يولينا إياه من عناية رفيقة, ذاك الذي يجعل كل الأشياء تعمل معا لخيرنا, عندئذ نبتهج بفرح لا يعبر عنه مملوءا مجدا. CCA 732.3
إن الألم لا يمكن أن يوجد في جو السماء. وفي موطن المفديين لن تكون دموع, ولا مواكب جنازة, ولا شعار نوح وحداد. ” ولا يقول ساكن أنا مرضت. الشعب الساكن فيها مغفور الإثم “ ( اشعياء 33 : 24 ). وأن فيضا واحدا دافقا من السعادة سيغمرهم متزايدا على مر الدهور الأبدية. CCA 733.1
عما قليل سنرى ذاك الذي فيه يرتكز رجاؤنا بالحياة الأبدية. وفي حضرته تظهر كل تجارب هذه الحياة وآلامها كلا شيء, ” فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة. لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد. لأنه بعد قليل جدا يأتي الآتي ولا يبطيء “ ( عبرانيين 10 : 35 — 37 ). انظروا إلى العلاء, انظروا إلى العلاء وليزدد إيمانكم على الدوام. وليقدكم هذا الإمان عبر أبواب مدينة الله إلى الأمجاد الخالدة, إلى المستقبل الغير المحدود — مستقبل المجد الذي للمفديين. ” فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنيا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب “ ( يعقوب 5 : 7 و 8 ). CCA 733.2
”لم يظهر بعد ماذا ستكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو “. CCA 734.1
وحينئذ سيرى المسيح في نتائج عمله ثواب هذا العمل. وفي ذلك الجمع العظيم الذي لا يستطيع أحد أن يعده, المقدم ” أمام مجده بلا عيب في الإبتهاج “ فإن الذي دمه فدانا وحياته علمتنا ” من تعب نفسه يرى ويشبع “ CCA 734.2