ينصح للكنيسة
العشاء الرباني
رموز بيت الرب بسيطة وواضحة للإغهام, ومباديء الحق الممثلة بها ذات مغزى على جانب عظيم من العمق لنا. CCA 599.1
كان المسيح واقفا عند نقطة انتقال بين نظامين, والعيد العظيم لكل منهما. وهو, حمل الله الذي بلا عيب, كان مزمعا أن يقدم نفسه ذبيحة خطية, وينهي بذلك نظام الرموز والطقوس التي ظلت منذ أربعة آلاف سنة ترمز إلى موته. فإذ اكل الفصح مع تلاميذه سن بدلا منه الخدمة التي كانت لتصير تذكارا لذبيحته العظيمة, فذلك العيد اليهودي القومي كان سيبطل إلى الأبد, وتلك الخدمة التي وضعها المسيح كان على أتباعه أن يمارسوعها في كل البلدان والعصور. CCA 599.2
كانت فريضة الفصح قد رسمت تذكارا لخلاص اسرائيل من عبودية مصر وقد أوصى الرب شعبه أنه عندما يسألهم أولادهم, سنة بعد سنة, عن مغزى هذه الفريضة, أن يرووا لهم تاريخ نجاتهم, وبذلك ظلت ذكرى ذلك الخلاص العجيب جديدة وماثلة في أذهان الجميع. أما فريضة العشاء الرباني فقد أعطيت تذكارا للخلاص العظيم الذي تم بموت المسيح. وإلى أن يجيء ثانية بقوة ومجد ينبغي ممارسة هذه الفريضة. إذ أنها الوسيلة التي بواسطتها يظل عمله العظيم لأجلنا ماثلا في أذهاننا. CCA 599.3
إن مثال المسيح يحرم منع أي إنسان من التقدم إلى المائدة. صحيح أن الخطية العلنية توجب منع المذنب, وهذا ما يعلم به الروح القدس بوضوح كما ورد في ( 1 كورنثوس 5 : 11 ). ولكن فيما عدا هذا ينبغي ألا ندين أحدا. إن الله لم يترك الأمر بيد الناس ليحكموا في من ومن هم الذين يتقدمون إلى المائدة في هذه المناسبات, إذ مَن من الناس يعرف خفايا القلوب ؟ ومن يستطيع أن يميز الزوان من الحنطة ؟ ” ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس “ لأنه ” أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه ” “ الذي يأكل ويشرب بدون إستحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب “ ( 1 كورنثوس 11 : 28 و 27 و 29 ). CCA 600.1
ينبغي ألا يمنع أحد نفسه من الإشتراك لسبب وجود بعض الناس العديمي الإستحقاق, فكل تلميذ هو مدعو للإشتراك علنا, شاهدا بذلك أنه يقبل المسيح كمخلصه الشخصي. CCA 600.2
إن المسيح, إذ اشترك مع تلاميذه في التناول من الخبز والخمر, أخذ على نفسه العهد بأن يكون فاديهم. وقد سلهم لهم العهد الجديد الذي بموجبه يصير كل من يقبلونه أولادا لله ووارثين مع المسيح. وبموجب هذا العهد تمنح لهم كل بركة يمكن أن تهبها السماء في هذه الحياة والحياة الآتية, ووجب أن يثبت هذا العهد بدم المسيح, وأن تذكر ذبيحة العشاء الرباني للتلاميذ على الدوام بالذبيحة العظيمة المقدمة لأجل كل فرد منهم كواحد من المجموعة البشرية التي ضلت وسقطت. CCA 600.3