ينصح للكنيسة

231/303

الأولاد والوقار

أيها الوالدون ارفعوا قياس المسيحية عاليا في عقول أولادكم. ساعدوهم ليتيحوا بروح يسوع في اختبارهم. علموهم وجوب إظهار اسمى الوقار لبيت الله, افهموهم أنه ينبغي لهم حين يدخلون بيت الرب أن يدخلوه بقلوب لينتها واخضعتها أفكرا كهذه : ” الله هنا. وهذا بيته, فيجب أن أكون طاهر الأفكار, مقدس الدوافع إلى أبعد حد. يجب أن أكون خاليا من الكبرياء والحسد والغيرة الرديئة وظن السوء والكراهية ومن الخداع في القلب, لأني قد جئت إلى حضرة الإله القدوس. هذا هو المكان الذي يجتمع الله فيه بشعبه ويباركهم. إن الإله المرتفع القدوس الساكن الأبدية ينظر إلي ويفحص قلبي ويقرأ أعمق أسرار فكري وتصرفات حياتي “ CCA 565.2

إن عقول الشبيبة الغضة القابلة التأثير تحصل على انطباعاتها عن أعمال خدام الله من الطريقة التي يتبعها والدوهم في معالجة هذا الأمر. كثيرون من أرباب العائلات يتخذون من الخدمة موضوعا للإنتقاد في البيت, فيستحسنون أمورا قليلة ويدينون أخرى, وبذلك تنتقد رسالة الله للناس ويشتبه فيها وتجعل مادة للطيش والرعونة, فأي إنطباعات تترك في عقول الشبيبة بهذه الملاحظات المستهترة عادمة الوقار التي لا تكشفها سوى اسفار السماء, يرى الأولاد هذه الأمور ويفهمونها بأسرع جدا مما يتصوره الوالدون. مشاعرهم الأدبية تتلقى انحرافا معوجا لا تقوى الأيام على تقويمه تماما, وينوح الوالدون على قساوة قلوب أولادهم وعلى ما يجدونه من صعوبة في إثارة أحاسيسهم للإستجابة لما يطلبه الله منهم. CCA 566.1

ينبغي أيضا توقير اسم الله. يجب ألا ينطق بإسمه بطيش وبغير فكر. حتى في الصلاة ينبغي أجتناب إعادته تكرارا ودون ما لزوم, لأنه ” قدوس ومهوب اسمه “ ( مزمور 111 : 9 ). والملائكة حين ينطقون به يحجبون وجوههم, فبأي وقار وإجلال ينبغي لنا نحن الساقطين والخطاة أن نتلفظ به ! CCA 567.1

ينبغي أن نوقر كلمة الله, نحترم كتابة المقدس, وإلا نستعمله أبدا في الحاجات العامة أو ننقله باليد بعدم مبالاة. كما ينبغي عدم اقتباس آياته, إطلاقا, في الأمور الهزلية أو لتفسير قول مازح ” كل كلمة من الله نقية ” “ كفضة مصفاة في بوطة الأرض ممحوصة سبع مرات “ ( أمثال 30 : 5 , مزمور 12 : 6 ). CCA 567.2

وفوق كل شيء ليعلم الأولاد أن التوقير الصحيح تظهره الطاعة. إن الله لم يأمر بشيء غير ضروري, وليس من طريقة لإظهار الوقار هكذا مرضية له كالطاعة لما قد تكلم به. CCA 567.3

ينبغي توقير ممثلي الله, أعني الخدام, والمعلمين, والوالدين الذين يدعون ليتكلموا ويعملوا من أجله. فبالإحترام المقدم لهم يكرم الله. CCA 567.4

يحسن بالكبار والصغار أن يتأملوا في كلمات الوحي التي تبين كيف ينبغي احترام المكان الذي يحضر فيه الله بنوع خاص. فلقد أمر الله موسى من العليقة المشتعلة قائلا : ” اخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة “ ( خروج 3 : 5 ). وقال يعقوب بعدما رأي في حلمه مشهد الملائكة : ” إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم ... ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء “ ( تكوين 28 : 16 و 17 ). CCA 567.5

عليكم بالمقال وبالمثال, أن تظروا احترمكم لإيمانكم وتتكلموا بوقار عن المقدسات. لا تسمحوا بأن تخرج من أفواهكم عبارة واحدة طائشة أو عابثة وأنتم تقتبسون آيات الكتاب المقدس. إذ تتناولون الكتاب في أيديكم اذكروا أنكم في موضع مقدس. الملائكة حولكم, ولو أمكن أن تفتح عيونكم لرأيتموهم. ليكن سلوككم من اللياقة بحيث تطبعون في نفس كل من تحتكون بهم أن جوا نقيا مقدسا يحيط بكم. ان كلمة باطلة واحدة وضحكة عابثة واحدة قد تضعان النفس في اتجاه خاطيء. وما أفظع عواقب عدم الإتصال بالله اتصالا دائما. CCA 568.1