ينصح للكنيسة

عاقبة الفساد الأخلاقي

بعض الذين يجاهرون بإيمانهم لا يفهمون خطية الإستمناء وعواقبها المحتومة. إن اعتيادهم هذا الأمر مدة طويلة قد طمس إدراكهم. إنهم لا يدركون المبلغ الفظيع لثمية هذا الخطية الكعيبة التي توهن جهازهم البدني وتقضي على قوة العصب الدماغي. والمبدأ الأخلاقي يبدو ضعيفا جدا حين يصطدم بعادة راسخة, ولا تقدر الرسالات السماوية المهيبة أن تؤثر, بقوة, في القلب الذي لم يتحصن ضد الإنغماس بهذه الرزيلة المحطة, وأعصاب الدماغ الحساسة تفقد اتزانها بالتهيج الوبيل لإشباع رغبة غير طبيعية في الإنغماس الحسي الشهواني. CCA 542.1

لقد عمل الفساد الأخلاقي أكثر من أي شيء آخر على الإنحدار بالجنس البشري إلى درك الإنحطاط فهو يمارس إلى حد مرعب, ويجلب أمراضا من كل نوع تقريبا. CCA 542.2

والوالدون بوجه عام, لا يشتبعون في أن أولادهم يعرفون كل شيء عن هذه الرزيلة, وفي حالات كثيرة جدا يكون الوالدون هم الخطاة الفعليين. لقد أساءوا استعمال الإمتيازات الزوجية, وعن طريق الإنهماك في الملذات قووا شهواتهم الحيوانية, وإذ قويت هذه, أمست القوى الأدبية والعقلية ضعيفة خاملة, لأن البهيمية سيطرت على القوة الروحية, ثم يولد الأولاد وقد تكون فيهم النزوع الحيواني, ونقل إليهم طابع الوالدين الأخلاقي. والأولاد الذين يولدون لهؤلاء الوالدين سينزعون حتما, بصورة طبيعية إلى عادات الرزيلة السرية المستقبحة. خطايا الوالدين تفتقد في أولادهم, لأن والديهم إليهم طابع ميولهم الشهوانية. CCA 542.3

والذين ترسخ فيهم هذه الرزيلة المهلكة للنفس والجسم لا يقر لهم قرار حتى ينقلوا عبء هذا السر الشرير إلى عشرائهم, وفي الحال يثور حب الإستطلاع, وهكذا تنقل معرفة الرزيلة من شاب إلى شاب ومن ولد إلى ولد حتى ليندر أن تجد بينهم من يجهل ممارسة هذه الخطية المحقرة. CCA 543.1

إن ممارسة العادات السرية يهدم حتما قوى الجسم الحيوية. إن كل إنفاق للحيوية مما لم تدع إليه حاجة سيعقبه انحطاط يتناسب معه. والأحداث وهم في بكور الحياة يبهظون الدماغ, عاصمة الجسم الحيوية, بشدة مما يفضي بهم إلى العجز والإعياء الشديدين, الأمر الذي يعرض الجسم لمختلف أنواع الأمراض. CCA 543.2

إذا استمرت ممارستهم من سن الخامسة عشر فصاعدا فإن الطبيعة ستحتج بسبب ما كابدته وتكابده من انتهاك, وتتقاضاهم أجرة تعديهم نواميسهاو ولاسييما بين سن الثلاثين والخامسة والأربعين, بأن تسلط عليهم أوجاعا متعددة في الجسم مع أمراض متنوعة مثل أدواء الكبد والرئتين, وألم الأعصاب والروماتيزم والعمود الفقري, ومرض الكليتين, والأورام السرطانية. وتسقط بعض الأجهزة الطبيعية الدقيقة, تاركة للأجهزة الباقية مهمة ثقيلة لتؤديها, مما يشوش نظام الطبيعة الجميل. وأحيانا كثيرة يحدث انهيار مفاجيء لأجهزة الجسم يؤدي إلى الوفاة. CCA 543.3

إن إنتزاع حياة الفرد في لحظة ليس هو في نظر السماء أعظم إجراما من استلالها تدريجيا ولكن يقينا. والذين يجلبون لأنفسهم التلف بالأفعال الخاطئة سينالون عقابهم هنا, وإذا لم يتوبوا توبة نصوصا لن يدخلوا السماء فيما بعد, ومثلهم في ذلك مثل من ينتزع الحياة في لحظة. لأن إرادة الله تثبت الصلة بين السبب ونتائجه. CCA 544.1

لسنا نقول أن كل الشبيبة الضعاف هم مستبعدون للعادات الخاطئة. فهناك من هم أنقياء الفكر وسليمو النية الذين يعانون من أسباب مختلفة لا يستطيعون لها دفعا. CCA 544.2

الرزيلة السرية تقضي على القصد النبيل والمجهود الحار والإرادة القوية القوية الهادفة إلى صوغ صفات دينية صالحة. كل من لديهم فكرة صادقة عن معنى المسيحية يعرفون أن على اتباع المسيح اليوم, كما كان على تلاميذه, أن يخضعوا لمشيئته عواطفهم وقواهم الجسمية وطاقتهم العقلية إخضاعا تاما. أما الذين تسيطر عليهم شهواتهم فلا يقدرون أن يكونوا أتباع المسيح, لأنهم مكرسون لخدمة سيدهم, منشيء كل شر, تكريسا كليا لا يقدرون معه على هجر عاداتهم الفاسدة واختيار خدمة المسيح. CCA 544.3

حين يتبنى الأحداث ممارسات سافلة بينما الروح غضة لن يقووا إطلاقا على أن ينموا, إلى التمام وبطريقة صحيحة, صفات جسسمية وعقلية وأدبية. CCA 544.4

والأمل الوحيد لهؤلاء الذين يمارسون عادات رذيلة, إن كانوا يقيمون أي وزن للصحة هنا وللخلاص فيما بعد, هو أن يتخلوا عن هذه العادات إلى الأبد. حين ينغمس المرء في هذه العادات مدة طويلة فالأمر عندئذ يقتضي مجهودا مثابرا لمقاومة التجربة ورفض الممارسات الفاسدة. CCA 545.1

إن أمن أولادنا الوحيد من الممارسات المعيبة أن نسعة لإدخالهم إلى حظيرة المسيح, تحت حراسة وعناية الراعي الحق الأمين, فهو ينجيهم من كل شر ويقيهم كل خطر إذا سمعوا لصوته. أنه القائل : ” خرافي تسمع صوتي ... فتتبعني “ فهم في المسيح يجدون مرعى, وينالون قوة ورجاء, ولا تزعجهم الأشواق الملحة إلى أمور تسلي العقل وتشبع القلب. لقد وجدوا اللؤلؤة الكثيرة الثمن, فالعقل في راحة مطمئنة, ومسراتهم طابعها نقي مسالم ورافع سماوي. لا تجول فيهم خواطر مؤلمة, ولا توبيخ ضمير. ان مسرات كهذه لا تعطب الصحة أو تتلف العقل CCA 545.2