ينصح للكنيسة
مراعاة الأحوال المحلية
فيما نحن نكافح البطنة وعدم الإعتدال يجب أن نكون متفهمين للحالة التي تخضع الأسرة البشرية لها. لقد أعد الله ما أعد للذين يقنطون في مختلف بلدان العالم. فالذين يرغبون في أن يكونوا عاملين مع الله يجب أن يتبصروا في الأمر جيدا قبل أن يحددوا ما ينبغي وما لا ينبغي أكله من الطعام. لا بد لنا من الإتصال بعامة الناس, فإذا أقدمنا على تعليم الإصلاح الصحي بأشكاله الأكثر تشددا للذين لا تسمح لهم ظروفهم باتباعه, كان ضرر ذلك أكثر من نفعه. إذ أعظ بالإنجيل للفقراء اقاد إلى القول لهم أن يأكلوا أفضل طعام مغذ. لا أقدر أن أقول لهم : ” يجب ألا تأكلوا بيضا أو حليبا أو قشدة. يجب ألا تستعملوا زبدة في اعداد الطعام.“ الكرازة بالإنجيل للفقراء واجبة, غير أنه لم يحن الوقت بعد لنصف لهم أدق نظام غذائي. CCA 512.3
إن الخدام الذين يتيحون لأنفسهم حرية الإنغماس في شهوة الطعام إنما يقصرون جدا عن بلوغ الهدف. يريدهم الله أن يكونوا مصلحين صحيين, ويسلكوا في النور المعطى لهم في هذا الموضوع. إني لأحزن إذ أرى الذين يقتضيهم الواجب أن يكونوا غيورين على مبادئنا الصحية لم يتعلموا حتى الآن طريق العيش القويمة, فأسأل الله أن يشعرهم بما يواجهونه من خسارة جسيمة. لو أن الأمور تجري على ما ينبغي أن تجري عليه في العائلات التي منها تتألف كنائسنا لتضاعفت خدمتنا للرب. CCA 513.1
على الادڤنتست السبتيين لكي يطهروا, ويبقوا اطهارا, أن يفتحوا للروح القدس أبواب قلوبهم وبيوتهم. لقد أراني الرب أنه حين يتضع أمامه اسرائيل اليوم ( اسرائيل الروحي ) ويطهرون هيكل النفس من كل دنس, فإنه تعالى سيسمع صلواتهم التي يرفعونها. إليه من أجل المرضى, ويبارك استعمال علاجاته للمرض. حين يعمل الإنسان, بإيمان, كل ما بوسعه عمله في مقاومة المرض, مستعملا ما قد أعده الله من طرق المعالجو فالله يبارك جهوده. CCA 513.2
فإن كان شعب الله, بعد كل ما أعطي لهم من نور, يراعون عادات خاطئة, إذ ينهمكون في مشتهيات النفس ويرفضون الإصلاح, فسيحصدون, حتما, ثمار تعديهم. وإن كانوا قد وطنوا العزم على إرضاء شاهيتهم المفسدة بأي ثمن, فالله لا ينجيهم من عواقب هذا الإنحراف بطريقة عجائبية, بل في الوجع يضطجعون ( اشعياء 50 : 11 ). فلنتبع المخلص في بساطته وإنكاره لذاته. ولنعل, بأقوالنا وبعيشتنا المقدسة, ذاك الذي رفع على جلجثة. فالمخلص يقترب جدا من الذين يقدسون لله نفوسهم, وان كان من وقت احتجنا فيه إلى عمل روح الله في قلوبنا وحياتنا, فإنما هو الأن. فلنتمسك بهذه القوة الإلهية متشددين بها, فنحيا حياة القداسة وإخضاع الذات. CCA 514.1
ما أكثر الذين يخسرون أغنى البركات التي يريد الله أن ينعم بها عليهم بشكل هبات وروحية ! هناك الكثيرون الذين يجاهدون لإحراز انتصارات خاصة وبركات خاصة حتى يمكنهم إتيان أمور عظيمة, ومن أجل ذلك فهم يشعرون على الدوام بوجوب المجاهدة, بكل قواهم, بصلاة ودموع. إذ يفتش هؤلاء الكتاب المقدس, طالبين بالصلاة معرفة إرادة الله المعلنة, ثم يفعلون ارداته من القلب دون أي تحفظ أو أنانية, فسيجدون راحة. كل ما يعانونه من آلام ويسفحونه من دموع ويبذلونه من جهود لا ينيلهم البركة التي ينشدون, إذ يجب إخضاع النفس كليا وأداء ما يعرض من عمل, وإمتلاك فيض نعمة الله الموعود بها لكل الذين يطلبونها بإيمان. CCA 514.2
قال يسوع : ” ان أردا أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني “ ( لوقا 9 : 13 ). CCA 514.3
سلسلة روح النبوة — الربع الثالث, 1961 — الدرس التاسع مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 515.1