ينصح للكنيسة

185/303

العمل الطبي

العمل الطبي الخيري هو العمل التمهيدي للإنجيل, والباب الذي يدخل منه الحق الخاص بالزمن الحاضر إلى بيوت كثيرة. فعلى شعب الله أن يكونوا مرسلين طبيين ذوي إخلاص, إذ يجب أن يتعلموا أن يخدموا النفس والجسد جميعا. فعلى عمالنا أن يتحلوا بأنقى مراتب الإيثار, حتى, بما أحرزوه من معرفة وخبرة بالعمل الفعلي, ينطلقوا ليعالجوا المرضى, وإذ يذهبون من بيت لآخر يجدون منفذا إلى قلوب كثيرة, فيتصلون بكثيرين لم يكن ممكنا أن يسمعوا الرسالة بغير هذا السبيل. إن تطبيق مباديء الإصلاح الصحي له أثره الطيب في إزالة التعصب ضد عملنا الكرازي. وأن الطيب الأعظم, منشيء العمل الكرازي الطبي, سيبارك جميع الذين يسعون هكذا ليوصلوا إلى الآخرين, الحق الخاص بالزمن الحاضر. CCA 463.1

إن الشفاء الجسدي مرتبط بمأمورية الإنجيل, فالمسيح حين أرسل تلاميذه في سفرتهم الكرازية الأولى أمرهم قائلا : ” وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين أنه قد اقيموا موتى. أخرجوا شياطين. مجانا أخذتم مجانا أعطوا “ ( متى 10 : 7 و 8 ). CCA 463.2

ليس الأمر الإلهي محتاجا إلى تعديل. ولا يمكن إدخال أي تحسين على طريقة تقديم الحق التي رسمها المسيح, والمخلص لقن تلاميذه دروسا عملية, معلما إياهم أن يعملوا بطريقة تجعل النفوس فرحة في الحق. لقد تحنن على المتعبين والمثقلين والمذلين. أطعم الجياع وأبرا المرضي, وجال بإستمرار يصنع خيرا, فكان بالخير الذي صنع, وبأقواله الحبية وأفعاله اللطيفة انما يوضح الإنجيل للناس. CCA 464.1

ان عمل المسيح من أجل الإنسان لم ينته بعد, فهو لم يزل مستمرا, وعلى سفرائه كذلك أن يكرزوا بالإنجيل, ويظهروا محبة الرب الحانية للنفوس الضالة والهالكة. عليهم أن يقدموا إيضاحا عمليا ليقينية الإنجيل بإهتمامهم اهتماما خالصا بمن هم في حاجة إلى المساعدة, ويتضمن العمل هذا أكثر كثيرا من مجرد الوعظ. أن الكرازة بالإنجيل للعالم هي العمل الذي سلمه الله للذين يذهبون بإسمه. فعليهم أن يكونوا عاملين مع المسيح, مظهرين محبته الرقيقة الحناية لمن قد أوشكوا على الهلاك. والله يدعو الألوف ليعموا له, لا بالكرازة للذين يعرفون الحق الخاص بالزمن الحاضر, بل بإنذارهم الذين لم يسمعوا قط رسالة الرحمة الأخيرة. فأعملوا بقلب مليء بالشوق الحار لربح النفوس. أجروا عملا طبيا خيريا, وبذلك ستجدون سبيلا إلى قلوب الناس, وتعدون الطريق لإعلان أقوى للحق. CCA 464.2

هناك أماكن عديدة محتاجة إلى عمل الإنجيل طبيا وكرازيا, وينبغي اقامة مؤسساتها الصغيرة, وقد رسم الله ان تكون مستشفياتنا وسيلة للإتصال بالطبقات العالية والدون, الغنية والفقيرة, ويجب ادارتها بحيث يوجه العمال فيها الإلتفات إلى الرسالة التي أرسلها الله إلى العالم. CCA 464.3

يجب دمج الخدمة الطبية والخدمة الروحية معا, فيقاد المتألمون إلى الإتكال على قوة الطبيب السماوي. والذين, وهم يقدمون العلاجات الملائمة, يطلبون أيضا بالصلاة نعمة المسيح الشافية, فسيبعثون الإيمان في قلوب المرضى وسيكون مسلكهم سبب إنتعاش للذين حسبوا أن حالتهم ميؤوس منها. CCA 465.1

ذلك هو السبب الذي من أجله أنشئت مستشفياتنا — لتهب شجاعة لفاقدي الأمل, وذلك بقرن صلاة الإيمان بالمعالجة الملائمة, وتلقين طرق العيش الصحيح جسديا وروحيا. يجب أن يتجدد الكثيرون عن طريق هذه الخدمات, وعلى أطبائنا في مستشفياتنا أن يقدموا رسالة الإنجيل الواضحة الشافية للنفوس. CCA 465.2