ينصح للكنيسة

169/303

التهذيب المسيحي

اننا نقترب بخطى حثيثة من الأزمة النهائية في تاريخ عالمنا فمن المهم أن نفهم أن ما تقدمه مدارسنا من امتيازات التهذيب يجب أن يختلف عما تقدمه مدارس العالم. CCA 428.1

إن مجال تفكيرنا في التهذيب أضيق وأدنى مما هو عليه, ولذا فالحاجة تدعو إلى مجال أوسع وهدف أسمى, لن التهذيب القويم يعني أكثر من تتبع دراسة فرع معين, وأكثر من استعداد للحياة الحاضرة. إنه يتناول الإنسان كله, ويعني بفترة وجوده الممكنة له بكاملها, فهو النمو المنسق في القوى الجسدية والعقلية والروحية, إذ يعد الطالب لفرح الخدمة في هذا العالم, ولفرح أعظم في خدمة أوسع في العالم الآتي. CCA 428.2

عمل التهذيب وعمل الفداء هما واحد إذا نظرنا إليهما من جهة معناهما الأسمى, لأن في التهذيب كما في الفداء لا يستطيع أحد أن يضع أساسا غير الذي وضع, الذي هو يسوع المسيح. CCA 428.3

إن إعدة الإنسان إلى الوفاق مع الله, فتحظى بذلك طبيعته الأدبية بالرفعة والنبل, حتى تنعكس عليه صورة الخالق ثانية, هو الغاية العظمى من كل ما يتناول الحياة من تهذيب وتلمذة. لقد كان هذا العمل من الأهمية بحيث أن المخلص ترك ديار السماء وجاء بذاته إلى هذه الأرض, حتى يعلم الناس كيف يتأهلون للحياة الأسمى. CCA 429.1

من السهل جدا أن يندفع المرء وراء خطط العالم وأساليبه وعاداته, دون أن يعير الوقت الذي نعيش فيه, أو العمل العظيم الذي يجب انجازه, التفاتا أكثر مما فعل معاصرو نوح. هناك خطر دائم أن يسلك مربونا مسلك اليهود, مراعين عادات وطقوسا وتقاليد لم ينزل به الله من سلطان. البعض يتمسكون في تشبث وإصرار, بعادات قديمة, وبحبهم لدراسات متنوعة ليست جوهرية, كأنما خلاصهم معتمد على هذه الأمور. انهم, بعملهم هذا, يتحولون عن عمل الله,وينقلون إلى الطلاب ثقافة ناقصة خاطئة. CCA 429.2

ينبغي أن يكون هناك رجال ذوو كفاءة للعمل في كنائسنا, وتدريب شبيبتنا على فروع خاصة من العمل, حتى يمكن الإتيان بالنفوس ليسوع, كما ينبغي للمدارس التي نؤسسها أن تضع هذه الغاية نصب عينيها, وإلا تنسج على منوال المدارس التابعة لكنائس أخرى, أو معاهد العالم وكلياته, بل يجب ان تكون من نوع أسمى, كلية, لا مجال فيها لأي شكل من أشكال الإلحاد, حيث يجب أن يتلقى مبادئ المسيحية العملية, وان يعتبر الكتاب المقدس أسمى وأجل كتاب دراسي. CCA 429.3