ينصح للكنيسة
أهمية الإخلاص التام مع الأولاد
ينبغي أن يكون الوالدون مثلا في الصدق, إذ أن ذلك هو الدرس اليومي الذي يجب أن يلقنه الولد, وينبغي أن يكون عدم الإنحراف هو المبدأ المسيطر في شؤون حياة الوالدين كلها, ولاسيما في تثقيف أولادهم وتهذيبهم. ” الولد أيضا يعرف بأفعاله هل عمله نقي ومستقيم “. CCA 418.1
إن أما ينقصها التمييز, ولا نتبع ارشاد الرب, قد تثقف أولادها ليكونوا مخادعين ومرائين, وأن صفات الخلق إذ تعزز هكذا يمكن أن تصبح من الثبات بحيث يغدو الكذب أمرا طبيعيا كالتفنس, ويحسب الإدعاء على أنه إخلاص وحقيقة واقعة. CCA 418.2
أيها الوالدون, لا تواربوا, اطلاقا. لا تخبروا, البتة, بعدم الصدق في المقال أو المثال. إذا أردتم أن يكون طفلكم صادقا فكونوا أنتم أنفسكم صادقين. كونوا مستقيمين, وغير منحرفين, بل ينبغي ألا يسمح بأقل مواربة. ولأن الأمهات يتعودون المواربة وعدم الصدق فالطفل يسير على غرارهن. CCA 418.3
إنه لأمر جوهري أن تتحلى الأم بالإخلاص في كل شأن من شؤون حياتها, وأنه لمن المهم في تهذيب الأولاد أن تعلم البنات الشابات وكذلك الأولاد ألا يلجأوا إلى أقل مواربة أو مخادعة إطلاقا. CCA 418.4
لقد أعطى الله الوالدين عملهم, ليصوغوا صفات أولادهم حسب المثال الإلهي, وأنهم لمستطيعون, بنعمته, أن يتمموا المهمة, غير أن توجيه الإرادة وقمع الميول يتطلبان صبرا ومجهودا حارا وثابتا وعزما. ان حقلا يترك لذاته لا ينتج سوى الشوك والعليق. فعلى من أراد أن يجني حصادا للمنفعة أو الجمال, أن يهيئ التربة أولا ويلقي البذار, ثم ينكش ما حول الفروخ النامية, مزيلا الحشائش الغريبة وملينا الأرض, فالزرع الثمين سيزهو ويعوض, بغزارة, عما بذل عليه من عناية وجهد. CCA 418.5
بناء الخلق أجل عمل اؤتمن عليه بشر اطلاقا, ولم تكن دراسته, في أي وقت, هامة كما هي الآن, ولم يدع أي جيل سابق لواجه أمورا هكذا خطيرة, ولم يكن من وقت جابه فيه الشبان والفتيات أخطارا هكذا عظيمة مثلما يجابهون الأن. CCA 419.1
قوة الخلق قوامها أمران, وهما قوة الإرادة وقوة ضبط النفس. كثير من الشبيبة يعتقدون, خطأ, ان العاطفة القوية غير المنضبطة هي قوة الخلق, ولكن الحقيقة هي أن من يستسلم لعواطفه إنسان ضعيف. اما عظمة الإنسان ونبله الحقيقيان فإنما يقاسان بقوة المشاعر التي يخضعها لا بقوة المشاعر التي يخضعها. ان أقوى إنسان هو ذاك الذي, مع كونه يحس بما يصيبه من حيف, يضبط غيظه ويغفر لأعدائه. ان اناسا مثل هذا هم أبطال حقيقيون. CCA 419.2
كثيرون لا يتوقعون أن يصبحوا شيئا ذا بال, الأمر الذي يبقيهم في ما هم فيه من حقارة وضيق أفق, بينما بإمكانهم, لو انهم نموا ما وهبهم الله من قوى, ان يصوغوا خلقا نبيلا, ويعملوا بتأثيرهم على ربح نفوس للمسيح. المعرفة قوة, غير أن المقدرة العلقية بدون طيبة القلب هي قوة للشر. CCA 419.3
لقد وهبنا الله قوانا العقلية والروحية, غير أن كل إنسان هو الباني لخلقه, إلى حد كبير. وهذا البناء يرتفع كل يوم. وكلمة الله تحضنا على أن ننتبه كيف نبني, لنرى أن بنياننا مؤسس على صخر الدهور, فالوقت آت حين ينكشف عملنا كما هو تماما. الأن هو الوقت ليهذب الجميع ما أعطاهم الله من قوى, حتى يمكنهم أن يصوغوا صفات للمنفعة هنا, ولحياة أسمى آتية. CCA 420.1
كل تصرف في الحياة, مهما يكن زهيدا, له تأثيره في صوغ السجايا. والخلق الحسن هو أثمن من المقتنيات الدنيوية, والعمل على صوغه أنبل ما يمكن أن يضطلع به الناس من عمل. CCA 420.2
أما الصفات التي تشكلها الظروف فهي متغيرة متنافرة, بل هي مجموعة من المتناقضات, ليس لأصحابها من هدف عالٍ أو قصد سام في الحياة, ولا تأثير رافع لصفات الآخرين, أنهم بلا هدف, وعاجزون. CCA 420.3
ينبغي أن نتخذ جانب الحكمة في أن نستعمل للمنفعة هذا المنفسح اليسير من الحياة الذي جعل من نصيبنا هنا. يريد الله ان تكون كنيسته كنيسة حية مكرسة عاملة, غير أن كنيستنا, كمجموعة, هي الآن بعيدة عن هذا. ان الله يريد أشخاصا أقوياء شجعانا, يريد مسيحيين كلهم نشاط وحيوية, يتبعون المثال الحقيقي, ويخدمون الله والحق بتأثيرهم البين. لقد سلم الله لنا, كوديعة مقدسة, مباديء الحق التي هي على أعظم جانب من الأهمية والخطورة, وينبغي لنا أن تظهر تأثيرها في حياتنا وصفاتنا. CCA 420.4