ينصح للكنيسة

155/303

وزنت بالموازين

يزن الله الأن صفاتنا وبواعثنا في ميزان المقدس, وسيكون أمرا مخيفا أن يجدك فادينا ناقصا في المحبة والطاعة, وهو الذي مات على الصليب ليجذب قلوبنا إليه. لقد أنعم الله علينا بعطايا عظيمة وثمينة. وهبنا النور ومعرفة مشيئته, حتى لا يبقى من داع لأن نضل أو نسلك في الظلمة. إنه لأمر مخيف, وخطأ فظيع لن يمكن إصلاحه أن توزن بالميزان وتوجد ناقصا في يوم الحساب والمجازاة النهائيين. أيها الشبيبة الأعزاء, هل يفتش السفر السماوي عبثا للعثور على أسمائكم ؟ CCA 393.2

إن الله قد عين لكم عملا من شأنه أن يجعلكم عاملين معه. حيثما تلفتم تروا نفوسا لتعملوا على خلاصنا. بإمكانكم أن تكونوا, بمجهوداتكم الحارة, سبب تشجيع وبركة للبعض منهم, وإن تردوا النفوس من الخطية إلى البر. حين تدركون مسؤوليتكم لدى الله تشعرون عندئذ بالحاجة إلى الأمانة في الصلاة والحذر من تجارب إبليس. إن كنتم مسيحيين حقا فإنكم بالأحرى ستندبون الظلام الروحي في العالم بدلا من الإنهماك في الطيش وكبرياء الملبس, وستكونون في عداد أولئك الذين يئتون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في البلاد, وستقاومون تجارب ابليس الداعية إلى الغرور, والزركشة في الملبس, والتزين حبا بالظهور. والعقل الذي يستغرق في هذه التوافه بحيث يهمل المؤوليات السامية يضيق ويصغر. CCA 394.1

بإمكان الشبيبة, إن هم شاءوا, أن يكونوا عاملين مع المسيح, وبعملهم يقوى إيمانهم وتزداد معرفتهم لإرادة الله. كل نية صادقة, وكل عمل صالح سيسجل في سفر الحياة. بودي لو استطعت إثارة الشبيبة ليروا ويدركوا اثمية عيشهم لإضاء ذواتهم والإنحطاط بعقولهم إلى الأمور الرخيصة التافهة التي لهذه الحياة. لو استطاعوا ان يسموا بأفكارهم وأقوالهم فوق مغريات هذا العالم المبتذلة, وهدفوا إلى تمجيد الله لنالوا سلامه الذي يفوق كل عقل. CCA 394.2

يريد الله أن يصبح الشبيبة رجالا ذوي أذهان جادة, ويهيأوا للنهوض بعمله الجليل, ويؤهلوا للإضطلاع بالمسؤوليات. يريد الله شبانا لم يلوث الفساد قلوبهم, شبانا أذداء وبسلاء, قد وطنوا العزم على أن يحاضروا, كرجال, في الجهاد الموضوع أمامهم, حتى يمكنهم أن يمجدوا الله وتبارك بهم الإنسانية. لو دأب الشبيبة في درس كلمة الله وقمعوا رغائبهم المتهورة وأصغوا لصوت خالقهم وفاديهم, لكانوا في سلام مع الله, ولبلغوا شأوا من النبل والرفعة. CCA 395.1

احمل ( أيها الشاب ) النور حيثما توجهت, وأظهر ما أنت عليه من قوة القصد, وأنك شخص لا يتذبذب أو يستسلم بسرعة لمغريات عشراء السوء. لا تسرع بالإذعان لإيحاءات من لا يكرمون الله, بل اسع بالحري, لإصلاح النفوس والمطالبة بها, وتحريرها من الشر. CCA 395.2

استعن بالصلاة, وحاول, في وداعة وتواضع الروح, أن تقود من يعملون ضد أنفسهم, لأن تخليصك نسا واحدة من الخطأ والإتيان بها إلى حيث ستظل براية المسيح انما يسبب فرحا في السماء, وينيلك كوكبا في اكليل ابتهاجك. ومن ينال الخلاص سيعمل هو أيضا, بتأثيره المقدس, على الإتيان بنفوس أخرى إلى معرفة الخلاص, وبذلك يتضاعف العمل. أما مدى هذا العمل فلا يكشفه إلا يوم الدينونة. CCA 395.3

لا يوقفنك عن العمل للرب كونك تعتقد أنك لا تستطيع أن تعمل سوى القليل. اعمل هذا القليل بأمانة, لأن الله سيسند مجهوداتك, وسيكتب اسمك في سفر الحياة كمستحق الدخول إلى فرح السيد. CCA 396.1

سلسلة روح النبوة — الربع الثالث, 1961 — الدرس الأول مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 397.1