ينصح للكنيسة
مقاومة الشيطان
لقد رتب الله أن لا نجرب فوق ما نستطيع, بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ, فإن نحن حيينا لله كلية لا نعود ندع العقل يستغرق في تخيلات أنانية. CCA 352.4
إن وجود الشيطان سبيلا إلى العقل فهو سيزرع زوانه ويتركه ينمو حتى يأتي بحصاد وفير. غير أنه لا سبيل للشيطان البتة أن يسيطر على أفكارنا وأقوالنا وأفعالنا ما لم نفتح نحن له الباب وندعوه للدخول, فهو, إذ ذاك, يدخل. وإذ يلتقط البذار الجيد المزروع في القلب يجعل الحق عادم التأثير. CCA 352.5
ليس مأمومنا لنا أن نتريث للتأمل في ما نجتنيه من امتيازات عن طريق الإذعان لمقترحات الشيطان, إذ ليست الخطية سوى عار ومصيبة لكل نفس تنغمس فيها, غير أنها معمية بطبيعتها ومضلة, تعمل على إغوائنا بعروضها المغرية. إن نحن وطئنا أرض الشيطان فلا تأكيد لنا بالحفظ من سطوته, فعلينا أن نسعى جهد طاقتنا لنغلق كل مدخل يمكن أن ينفذ منه العدو إلينا. CCA 353.1
على كل مسيحي أن يظل على الدوام متحذرا وحارسا كل مدخل للنفس يمكن أن ينفذ منه الشيطان, عليه أن يطلب العون الإلهي بالصلاة, وفي الوقت نفسه يقاوم بعزم, كل ميل إلى الخطية. وإنه لمستطيع بالشجاعة والإيمان والعمل المثابر ان يحرز الغلبة, ولكن ليذكر ان عليه, لكي ينال الغلبة, ان يثبت المسيح فيه وهو في المسيح. CCA 353.2
ينبغي ألا ندخر وسعا في جعل أنفسنا واولادنا حيث لا نرى ما يقترف في العالم من آثام. ينبغي أن ننتبه جيدا لمرأى عيوننا وما تسمعه آذاننا, حتى لا تتطرق هذه الأمور الفظيعة إلى عقولنا. لا تحاول أن ترى كم يمكنك في سيرك من شفير هوة وتظل سالما ... اجتبب الخطوة الأولى نحو الخطر, إذ لا يعسك العبث بمصالح نفسك. خلقك هو رأس مالك, فاحرص عليه حرصك على كنز من ذهب. عزز, بعزم ومثابرة, نقاء الخلق واحتارم النفس وقوة المقاومة العنيدة. ينبغي ألا يكون هناك أقل انحراف عن جادة الصون والعفاف. ان تصرفا واحدا فيه ارتفاع الكلفة, وعملا واحدا من أعمال الطيش ربما عرضا النفس للخطر بفتح باب للتجربة, مما يضعف قوة المقاومة. CCA 353.3