ينصح للكنيسة
العبادة الصباحية والمسائية
أيها الآباء والأمهات, في كل صباح ومساء اجمعوا أولادكم حولكم, وفي تضرع متواضع ارفعوا إلى الله قلوبكم طالبين منه عونا. اعزاؤكم معرضون للتجربة. والمضايقات اليومية تعترض سبيل الصغار والكبار, فمن أرادوا أن يحيوا الصبر والمحبة والسرور لا بد لهم من أن يصلوا, ولسنا نستطيع قهر أنفسنا إلا بتلقي العون الدائم من الله. CCA 278.2
إن كان من وقت وجب فيه على كل بيت أن يكون بيت صلاة, فإنما هو وقتنا, إذ يسود فيه الإلحاد والشك في صحة الدين, ويعم الإثم, ويسري الفساد في مجاري النفس الحيوية, وينشب في الحياة التمرد على الله. إن القوى الأدبية, وقد استعبدتها الخطية, أمست تحت طغيان ابليس, الذي جعل النفس ألعوبة تجاربه. وما لم تمتد ذراع قوية لتنقذ الإنسان, فهو سيذهب إلى حيث يقوده العاصي الأكبر. CCA 278.3
على أنه في وقت الخطر الهائل هذا ينقطع بعض الذين يدعون أنفسهم مسيحيين عن إقامة العبادة العائلية. ولا يكرمون الله في البيت, ولا يعلمون أولادهم محبة الله ومخافته, وكثيرون أوغلوا في الإبتعاد عن الله حتى أصبحوا يشعرون بالإدانة في اقترابهم منه. لا يقدرون أن يتقدموا ” بثقة إلى عرش النعمة ” “ رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال “ ( عبرانيين 4 : 16 , تيموثاوس 2 : 8 ). ليسوا على اتصال حي بالله. لهم صورة التقوى لا قوتها. CCA 279.1
إن الفكر بأن الصلاة غير جوهرية لهو من أوفر بدع الشيطان حظا بالنجاح في إهلاك النفوس. الصلاة هي الإتصال بالله, ينبوع الحكمة ومصدر القوة والسلام والسعادة. صلى يسوع إلى الآب ” بصراخ شديد ودموع “ ويحض بولس المؤمنين أن يصلوا ” بلا انقطاع “ في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعليم طلباتهم لدى الله. ويقول يعقوب : ” صلوا بعضكم لأجل بعض ... طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها “ ( عبرانيين 5 : 7 , تسالونيكي 5 : 17 , يعقوب 5 : 16 ). CCA 279.2
ينبغي للوالدين أن يسيجوا حول أولادهم بالصلاة المخلصة الحارة, وينبغي أن يصلوا يملء الإيمان ليسكن الله معهم ويظفروا بحراسة الملائكة لهم ولأولادهم من سلطة الشيطان الغاشمة. CCA 279.3
ينبغي أن تخصص كل عائلة وقتا محددا للعبادة الصباحية والمسائية. فما أجدر الوالدين أن يجمعوا أولادهم حولهم قبل الفطور ليشكروا الآب السماوي على حفظة اياهم في أثناء الليل, ويلتمسوا منه العون والقيادة والحفظ في أثناء النهار, وكم هو مناسب أيضا أن يجتمع الوالدون والأولاد معا في المساء مرة أخرى أمام الله ويشكروه على بكات النهار الذي انقضى. CCA 280.1
في كل صباح قدسوا لله نفوسكم وأولادكم لذلك اليوم. لا تدخلوا في حسابكم الأشهر والسنين, إذ أن هذه ليست لكم. إنما هو يوم قصير أعطي لكم فاعملوا خلال ساعاته للسيد الرب كما لو كان هو آخر أيامكم على الأرض. ضعوا أمام الله كل تدابيركم لتنجز أو تنبذ حسبما تشير به عنايته. تقبلوا تدبيراته عوضا عن تدبيراتكم الذاتية, حتى لو اقتضى قبولها التخلي عن مشاريع محببة إليكم, وبذلك تصاغ الحياة أكثر فأكثر حسب المثال الإلهي, ” وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع “ ( فيلبي 4 : 7 ). CCA 280.2
ينبغي للأب, أو الأم, في حال غيابه, أن يدير العبادة, فيختار فقرة من الكتاب المقدس ملذة وسهلة على الافهام. لتكن العبادة قصيرة, فإذا قريء اصحاح طويل وقدمت صلاة طويلة, غدت الخدمة مملة, ويعقبها شعور بالإنفراج. إن الله يهان عندما تكون ساعة العبادة جافة ومملة, حين تكون هكذا مضجرة وهكذا جافة بحيث يفزع الأولاد منها. CCA 280.3
أيها الآباء والأمهات, اجعلوا ساعة العبادة ملذة للغاية. ليس من سبب يحول دون جعل هذه الساعة أبهج وأمتع أوقات اليوم. إن إعمال الفكرة قليلا في الإستعداد لها سيمكنكم من جعلها مليئة بالمتعة والفائدة. لتكن الخدمة متنوعة بين الحين والحين. يمكن طرح أسئلة حول موضوع القراءة الكتابية, وابداء ملاحظات قليلة جدية مناسبة, والترنم بتبيحة حمد. ينبغي أن تكون الصلاة المقدمة قصيرة ووافية. وعلى مقدم الصلاة أن يحمد الله على جوده, ويسأله العون, وذلك بكلمات بسيطة حاة. وعلى قدر ما تسمح الظروف دعوا الأولاد يشتركون في القراءة والصلاة. CCA 281.1
وليس سوى الأبدية يقدر أن يكشف عن الخير الذي تشحن به مثل هذه الساعات من العبادة. CCA 281.2