الصبا و الشباب

107/512

الحياة الغالبة

السلام مبعثه الاتكال على القوة الإلهية، و حالما يعزم الإنسان على السلوك حسب النور المعطى له يهبه الروح القدس مزيداً من النور و القوة. إن نعمة الروح تعطى للانسان لتشدد من عزمه، و لكنها ليست بديلاً للإيمان العامل فيه. النجاح في حياة المسيحي يتوقف على تصرف المسيحي بالنور المعطى له من الله، لكن ما يجعل النفس حرة في المسيح ليس هو وفرة النور و البيّنات، بل قيام قوى النفس وإرادتها و ما لها من طاقة لتصرخ مخلصة: “أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني”. SM 109.1

إنني أبتهج بتباشير المستقبل، و بإمكانك أن تبتهج أنت كذلك. كن مستبشراً و احمد الرب من أجل رحمته، و سلم له ما غمض عليك فهمه من أمور. إنه يحبك، و يرثى لضعفك. و قد “باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح” و قلب السرمدي المحب لا يرتضي بأن يهب الذين يحبون ابنه بركات أقل مما يهب لابنه بالذات. SM 109.2

يسعى الشيطان ليحول عقولنا عن المعين العظيم إلى الانكباب على التأمل في فساد نفوسنا، و لكن يسوع و إن كان يرى آثام الماضي فهو يهب الغفران، و ينبغي ألا نهينه بالشك في محبته. إن الشعور بالإثم يجب أن يلقي به عند أسفل الصليب، و إلا سمم ينابيع الحياة. حين يسلط عليك الشيطان تهديداته تحوّل عن هذه التهديدات و تعّز بمواعيد الله. قد تكون السحابة مظلمة في حد ذاتها، و لكن إذا ما تخللها نور السماء تحولت إلى لمعان الذهب، لأن مجد الله يستقر عليها. SM 110.1

على أولاد الله ألا يستسلموا للأحاسيس و الإنفعالات. حين يترجحون بين الأمل و الخوف ينجرح قلب المسيح، لأن المسيح قد أعطاهم دليلاً واضحاً على محبته. يريدهم أن يعملوا العمل الذي وكل إليهم أداءه، فتصبح قلوبهم في يديه كثيثارات مقدسة يرسل كل وتر منها الحمد و الشكران للفادي المرسل من الله ليرفع خطايا العالم. SM 110.2

إن محبة المسيح لأولاده هي رؤوفة بقدر ما هي قوية. إنها أقوى من الموت، لأنه مات ليفتدينا و يوحدنا معه، توحيداً باطنياً خالداً. إن محبته هي من القوة بحيث تضبط كل قواه و تستخدم موارد السماء الواسعة لخير شعبه، لا تغيير فيها و لا ظل دوران، بل هي هي أمساَ و اليوم و إلى الأبد، و على رغم وجود الخطية، أجيالاً، وسعيها الدائب لمقاومة هذه المحبة و منع انسكابها على الأرض، لم تزل هذه المحبة تنسكب بوفرة على الذين مات المسيح من أجلهم — (ش : 518 و 519). SM 110.3