الصبا و الشباب
إلى الأمام و إلى العلاء
حبذا لو استطعت تصوير جمال الحياة المسيحية. إن المسيحي إذ يستهل الحياة في انسجام مع سنن الطبيعة و شرائع الله، ينطلق في سير مطرد إلى الأمام و إلى العلاء مقترباً كل يوم من موطنه السماوي، حيث ينتظره إكليل حياة واسم جديد “لا يعرفه أحد غير الذي يأخذ” و يزداد على الدوام سعادة و قداسة و نفعاً، و يتزايد نجاحاً سنة بعد سنة. SM 95.1
لقد أعطى الله الشبيبة سلماً حتى يرتقوها، و هي سلم ترتفع من الأرض إلى السماء. على رأسها الله، و على كل درجة من درجاتها تستقر أشعة لامعة من مجده، و هو يسهر على الصاعدين، مستعداً أن يرسل العون إذا ما ارتخت الأيدي أو تعثرت الخطى. أجل، أعلنوها بكلمات ترن حبوراً، أن ليس أحد يرتقي السلم مثابراً و يفشل في دخول المدينة السماوية. SM 95.2
يعرض الشيطان تجارب متعددة على الشبيبة. إنه بمثل لعبة الحياة لنفوسهم، ولا يترك مجالاً إلا طرقه لإغوائهم و إهلاكهم، غير أن الله لا يتركهم ليحاربوا المجرّب وحدهم، بل إن لهم معيناً كلي القدرة. SM 95.3
إن ذاك الذي، و هو في هذا العالم و في الطبيعة البشرية إلتقي الشيطان و قهره، و غلب كل ما يأتي على شبيبة هذا الجيل من تجارب إنما هو أقوى جداً من عدوهم. إنه أخوهم الأكبر، و يهتم بهم اهتماماُ بالغاً مترائفاً، و يبذل لهم العناية و الحماية الدائمتين، و يبتهج حين يطلبون مرضاته، و يمزج بصلواتهم، حين يصلون، بخور بره، ثم يقدم هذه الصلوات ذبيحة عطرة. بقوته يستطيع الشبيبة أن يحتملوا الصعوبات كجنود صالحين للصليب. و إذ يتشددون بقوته هذه يصبحون قادرين على بلوغ أسمى الأهداف الموضوعة أمامهم. و إن التضحية المبذولة على جلجثة هي عربون انتصارهم. SM 95.4