الصبا و الشباب
الكلام القاسي في البيت
ما أفدح الضرر الذي يلحقه بالعائلة ما يفوه به أفرادها من كلمات طائشة، ذلك أن الكلمات الطائشة الصادرة عن أحدهم تدفع الآخر على الرد عليه بالروح نفسها، و بالكيفية عينها، فيجر ذلك إلى تبادل قارس الكلام، كلام تبرير النفس، و إنما بمثل هذا المسلك ينحني عنقك لنير ثقيل من الغل و الحقد، لأن هذه الأقوال الجارحة كلها لا بد من أن ترتد حاملة حصاداً وفيراً من الحزن و الغم لنفسك. SM 341.2
و الذين يطلقون لألسنتهم العنان بمثل هذه الأقوال لا بد من أن ينالهم الخزي و يفقدوا اعتبارهم لأنفسهم وثقتهم بها، و يقعوا فريسة لتقريع الضمير، و الندم على إفساحهم المجال لأنفسهم لتفلت من عنانها و تتصرف على هذا النحو. فما أحراهم ألا ينطقوا بمثل هذا الكلام إطلاقاً، و ما أجمل أن يكون لهم زيت النعمة في قلوبهم حتى يتغاضوا عن كل إغاظة أو إساءة، و يحتملوا بمثل وداعة المسيح و طول أناته. SM 341.3
إن مواعيد الله لا بد من أن تتم لك إذا أنت أتممت شروطها. و إذا ثبت قلبك إلى الله فإن التجارب و المصاعب لنن تقوى على جرفك إلى هوة اليأس و القنوط، فيخلو حديثك إلى الآخرين من أقوال الشك و الاكتئاب. SM 342.1
إن الشيطان لا يقدر أن يقرأ أفكارنا، لكنه يرى تصرفاتنا و يسمع كلامنا، و نظراً لمعرفته الطويلة و خبرته الواسعة بالأسرة البشرية يستطيع أن يسلط علينا تجاربه بحيث يصيب مواضع الضعف منا، و ما أكثر ما نتيح له معرفة السر في كيفية التغلب علينا. أواه، يا ليتنا نستطيع أن نضبط كلامنا و أفعالنا! فما أعظم ما تكون عليه قوتنا لو كانت أقوالنا من اللياقة بحيث لا نستحي بها حين يعرض علينا سجلها في يوم الدينونة، و كم سنراها مختلفة يوم الدينونة عنها ساعة النطق بها — (ب: 27 شباط — فبراير 1913). SM 342.2