الصبا و الشباب

355/512

تفضيل الأهم على المهم

إن الذين أجريت لهم فريضة المعمودية المهيبة قد تعهدوا أن يطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، كما تعهدوا أن يعملوا بحرارة لخلاص الخطاة. و الله يسأل الذين دعي اسمه عليهم: كيف تستعملون القوى المفدية بموت إبني؟ هل تبذلون قصارى جهدكم لبلوغ قياس أرفع في مفهومكم الروحي؟ هل تعدلون وضع مصالحكم و أعمالكم لتتمشى مع المقتضيات الخطيرة الشأن التي للأبدية؟ SM 329.3

ليكن إصلاح بين شعب الله، “إذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله”. إن الذين ألقى الرب عليهم عبء عمله يجاهدون لنشر الرسالة حتى يتاح للنفوس التي تهلك في الجهل أن تتلقى الإنذار. أفلا تقدرون، بإنكار النفس، أن تفعلوا شيئاً لمساعدتهم في عملهم. انهضوا وأروا يحماستكم و غيرتكم و حرارتكم الخالصة إنكم متجددون. SM 330.1

إن الحاجة في عمل خلاص النفوس هي إلى كل درهم. إن ما ينفقه المدعوون أولاد الله من مال للحصول على صور لوجوه بشرية يكفي للقيام بنفقة عدة مرسلين في حقول العمل، إذا حولت جداول كثيرة إلى مجرى واحد كوّنت نهراً كبيراً. إننا نختلس أموال ربنا حين ننفق على مسراتنا الأنانية الأموال الواجب استعمالها لنشر رسالة الإنذار الأخيرة. كيف ننتظر انسكاب بركات الله عليك بينما أنت تبدد أمواله في سبيل إرضاء نفسك؟ كيف يعتبر السيد الرب أولئك الذين ينفقون ماله بأنانية على الصور الفوتوغرافية؟ لقد كان بالإمكان استعمال تلك النقود عينها في ابتياع مطبوعات لترسل إلى الذين هم في ظلمة الجهل. SM 330.2

إن الحق الذي تسلمناه من الله يجب أن ينادى به للعالم. لقد أعطي لنا امتياز القيام بهذا العمل، فعلينا أن نزرع بذور الحق على كل المياه. الرب يدعونا إلى إنكار الذات و التضحية بالنفس. و ما تتطلبه البشارة إنما هو التكريس الكامل، فحاجات العمل الضرورية تقتضي تقديم كل ما يمكننا تقديمه. إن انهماكنا في أمر الصور كان، حتى الآن، إشباع شهوة أنانية فينا، و ذلك شهادة صامتة ضدنا، و إن كمية كبيرة من الخشب و القش و الهشيم تجلب إلى الأساس نتيجة هذا الإنهماك لتبتلعنا نيران اليوم الأخير. SM 331.1