الصبا و الشباب

313/512

الكتاب المقدس ألذ جميع الكتب

الكبار و الصغار يهملون الكتاب المقدس، و لا يجعلونه مادة درسهم و قاعدة حياتهم، و هذا الإهمال ظاهر بصورة قوية عند الأحداث. أكثرهم يتسع وقتهم لقراءة كتب أخرى، أما الكتاب الذي يدلهم إلى طريق الحياة الأبدية فلا يدرسونه يومياً. ينكبون بكل إهتمام على قراءة القصص التافهة، بينما يهملون الكتاب المقدس. هذا الكتاب هو دليلنا إلى حياة أسمى و أقدس، و كان مقدراً أن يجد الشبيبة فيه أمتع كتاب قرأوه في حياتهم كلها لو لم تعمل مطالعة القصص الوهمية على إفساد مخيلتهم. SM 295.1

حين يغفل الشبيبة مصدر الحكمة الأسمى الذي هو كلمة الله تعجز عقولهم عن بلوغ أرفع أطوار نموها. إن كوننا في عالم الله في حضرة الخالق، و إننا مجبولون على شبهه، و أنه يسهر علينا و يحبنا و يعتني بنا و يرعانا — هذه كلها مواضيع بديعة لإعمال الفكر، و تقود العقل إلى ميادين للتأمل واسعة و مجيدة، فالذي يفتح عقله و قلبه للتفكر في مثل هذه المواضيع لن يرتضي أبداً مواضيع مبتذلة مثيرة للعواطف. SM 295.2

من الصعب تقدير أهمية استقاء المعرفة الكاملة من الكتاب المقدس. فالكتاب “موحي به من الله” و قادر أن يحكمنا “للخلاص” و يجعل “إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح” (2 تيموثاوس 3 : 15 — 17) إنه الجدير، فوق الكل، بأن نوليه أقدس اهتمامنا، فينبغي ألا نكتفي بمعرفته معرفة سطحية، بل علينا أن نجد في تعلم المعنى الكامل لأقوال الحق، و أن نشرب حتى الارتواء من روح كلمة الوحي المقدس — (ز: 138 و 139). SM 295.3