الصبا و الشباب

289/512

مكافأة دارس الكلمة المجدّ

كل مسعى في دراسة الحق يعود بالخير على الدارس، و كل كشف فيه يفتح له آفاقاً للبحث أوسع. و الناس يتغيرون وفقاً لما يتأملون فيه، فإذا شغلت أفكار المرء أمور تافهة أمسى هو تافهاً، و إذا كان المرء من شدة الإهمال بحيث يستكفي بفهم الحق فهماً سطحياً مبتوراً فلا بد من أن تفوته البركات الوفيرة التي يسر الله بأن يسكبها عليه. إن من سنن العقل أنه يضيق أو يتسع تبعاً لضيق و اتساع ما يألف من الأمور. SM 272.2

و إن لم ينصرف العقل، بهمة و نشاط و مثابرة، إلى دراسة مبادئ الحق ضعفت قواه و فقد المقدرة على فهم ما لكلمة الله من معان عميقة. أما إذا وجّه العقل إلى استجلاء ما يقوم بين مواضيع الكتاب من علاقة، مقارناً الآيات بالآيات و الروحيات بالروحيات فلا بد له من أن يتسع اتساعاً. نقّب متعمقاً، فإن أخصب ميادين الفكر و أغناها لهي في انتظار من يرتادها من الطالبين الحاذقين المجدين — (ب: 17 تموز — يوليو 1888). SM 273.1