الصبا و الشباب

المثابرة في درس الكتاب

“فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية”. إن معنى التفتيش هو البحث باجتهاد عن شيء مفقود. فتش عن الكنوز المخفاة في كلمة الله، إذ لا يسعك الاستغناء عنها. أدرس الفصول الصعبة، و قارن آية بآية، فتجد أن الآيات مفاتيح لما استغلق فهمه من الآيات. SM 269.1

إن الذين يدرسون الكتاب المقدس دراسة مشفوعة بالصلاة يزدادون حكمة بعد كل درس، و يذلل بعض ما كان يواجههم من صعاب، ذلك لأن الروح القدس قد فعل لهم ما جاء عنه في الإصحبح الرابع عشر من إنجيل يوحنا، حيث يقول: “أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم”. SM 269.2

لا شيء يستحق الاقتناء مما لم يبذل في تحصيله مجهود حار متصل، و ليس ينجح في ميدان العمل سوى ذوي الإرادة الراغبة، و ليس لنا أن نتوقع معرفة الروحيات دون بذل الجهد، و لا بد لمن أراد العثور على لآلئ الحق من أن ينقب عنها كما ينقب عامل المنجم عن التبر الثمين المخفي في باطن الأرض. SM 270.1

إن الذين يعلمون بعدم غكتراث و بإنصاف قلوبهم لن يكتب لهم النجاح أبداً. ينبغي للصغار و الكبار أن يقرأوا كلمة الله، لا أن يقرأوها فحسب، بل أن يدرسوها بجد و حرارة، مصلين و مؤمنين و مفتشين، و بذلك يجدون الكنز المخفي، لأن الرب يبعث فيهم الفهم. SM 270.2