الصبا و الشباب
ثقافة متوازنة
إن ما تنفقه أيها الطالب من وقت في الرياضة البدنية لا يذهب سدى، أما إذا ظللت منكباً على كتبك دون أن ترتاض في الهوائ الطلق إلا قليلاً فإنك تلحق بنفسك الأذى، و لا بد لك، إذا أردت تحسين عملك، من الرياضة المتعادلة لجميع أعضاء جسمك، أما إذا كنت أنهكت عقلك باستمرار، و تركت، في الوقت نفسه، أعضاء جسمك الأخرى خاملة فلا بد عندئذ من أن تفقد جانباً من قواك الجسمية و العقلية، فيعتل جسمك و يمسي عقلك مسلوب الحيوية و النشاط، مما يفضي بك إلى حالة من التهيج العصبي السقيم. SM 247.2
فعلى من أراد عقلاً كامل الاتزان أن يحتفظ بقوى كيانه كلها في حالة نشاط و نمو. في العالم كثيرون ممن يعانون نقصا ما، لا لشيء إلا أنهم لم يتيحوا إلا لبعض قواهم أن تنشط و تنمو بينما تركوا الأعضاء الأخرى تضمر و تضعف من قلة النشاط. إن ثقافة العديد من الشبيبة قد أسفرت عن فشل تام، ذلك لأنهم يفرطون في الإنكباب على الدرس، و يهملون في الوقت نفسه النشاط الجسماني أو ما يتصل بالحياة العملية. فإذا أراد أحد الإحتفاظ بعقل متزن فلا بد له من اتباع خطة حكيمة في العمل اليدوي المقترن بالعمل الفكري حتى يتم له نمو منسجم في قواه جميعها — (ز: 295 و 296). SM 248.1
* * * * *