مشتهى الأجيال

106/684

الفصل السادس عشر—المسيح في هيكله

“ وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم، هو وأمه وإخوته وتلاميذه، وأقاموا هناك أياماً ليست كثيرة وكان فصح اليهود قريباً، فصعد يسوع إلى أورشليم” (يوحنا 2 : 12، 13). ML 134.1

في هذه الرحلة انضم يسوع إلى جمع كبير من الناس الصاعدين إلى العاصمة. لم يكن قد أعلن رسالته للناس بعد فاندمج في وسط ذلك الجمع دون أن يلحظه أحد . وفي تلك الظروف كان موضوع حديث الناس أحيانا كثيرة هو مجيء مسيا الذي قد أضفت عليه خدمة يوحنا المعمدان وكرازته سموا وجلالا عظيمين ، فكانوا يتحدثون عن آمالهم في عظمتهم القومية بحماسة ملتهبة . لقد عرف يسوع أن مصير كل تلك الآمال هو الخيبة والفشل لأنها كانت مبنية على سوء تفسيرهم للكتب المقدسة . ولذلك فبغيرة وحماسة عظيمتين جعل يسوع يفسر لهم النبوات محاولا أن يحثهم على التعمق في دراسة الكلمة الإلهية. ML 134.2

أما رؤساء اليهود فقد علموا الشعب أنه ينبغي لهم أن يتعلموا في أورشليم كيف يعبدون الله. وفي هذه المدينة كانت تجتمع جماعات غفيرة من الشعب في عيد الفصح قادمين من كل أنحاء فلسطين بل ومن بلدان بعيدة . وقد امتلأت أروقة الهيكل بجماهير مختلطة من الناس ، وكثيرون منهم عجزوا عن أن يحضروا معهم الذبائح التي كان ينبغي تقديمها رمزا للذبيح العظيم الأوحد . فلأجل راحة أمثال هؤلاء الناس كانت الحيوانات تشترى وتباع في أروقة الهيكل الخارجية . في هذا المكان اجتمع الشعب من كل الطبقات لشراء تقدماتهم ، وفي هذا المكان كانت كل النقود الأجنبية تستبدل بعملة الهيكل. ML 134.3