مشتهى الأجيال
قهر سلطان إبليس
لقد شك الشيطان في أن يسوع هو ابن الله. إن ما قيل للشيطان عند طرده كان ينطوي على برهان قاطع لم يستطع دحضه . لقد كانت ألوهية المسيح تشع من خلال البشرية المتألمة . ولم تكن لدى الشيطان قوة لمعارضة أمر السيد . وإذ كان يتلوى من هول الإذلال والغيظ اضطر إلى الانسحاب من حضرة فادي العالم ، فكان انتصار المسيح كاملا بقدر ما كان فشل آدم ML 110.3
وهكذا يمكننا نحن أيضاً أن نقاوم التجربة ونرغم الشيطان على مفارقتنا. لقد أحرز يسوع النصرة عن طريق التسليم لله والإيمان به . وهو يقول لنا على لسان الرسول: “اخضعوا لِله . قَاوِموا إِبليس فَيهربَ مْنكُم . اِقَترِبوا إِلى اللهِ فَيْقَترِبَ إِليكُم” (يعقوب 4 : 7 و 8). إننا لا نستطيع أن ننجي أنفسنا من قوة المجرب فلقد انتصر على البشرية ، فإذا حاولنا الثبات بقوتنا فسنصبح فرائس لمكايده . ولكن “اِسم الربِّ برجٌ حصين ، يركُض إليه الصديقُ وَيَتمنَّع” (أمثال 18 : 10). إن الشيطان يرتعب ويهرب من أمام أضعف نفس تلتجئ إلى ذلك الاسم القوي العظيم. ML 111.1
بعدما رحل العدو سقط يسوع على الأرض من شدة الإعياء وعلى وجهه رعب الموت ، بينما كان ملائكة السماء يراقبون ذلك الصراع وهم ينظرون رئيسهم المحبوب وهو يجوز في آلام لا يعبر عنها ليفتح لنا طريقا للخلاص. وقد صمد أمام ذلك الامتحان الذي كان أشد هولا من أي امتحان يطلب منا أن نجتاز فيه . وقد صارت الملائكة تخدم وقتئذ ابن الله الذي كان منطرحا على الأرض كمن يحتضر . فأسعف بالطعام وتعزى برسالة المحبة من أبيه وبيقين انتصار جماهير السماويين وتهليلهم بنصرته . وإذ انتعش بالحياة مرة أخرى فإن قلبه المتسع العظيم رثى للإنسان ، وها هو يخرج ليكمل العمل الذي قد بدأه ، ولا يستريح حتى ينهزم العدو هزيمة ماحقة ويفتدي جنسنا الساقط. ML 111.2
ولن يمكن تقدير ثمن فدائنا حتى يقف المفديون مع فاديهم أمام عرش الله. فحينئذ عندما تسطع أمجاد السماء على حواسنا الفرحة المتهللة ، سنذكر أن يسوع قد تخلى عن كل ذلك لأجلنا ، وأنه فضلا عن كونه قد تغرب عن بيت الآب السماوي فقد خاطر بنفسه في سبيلنا إلى حد الفشل والخسارة الأبدية . وحينئذ سنطرح أكاليلنا عند قدميه ونتغنى قائلين: “مسَتحقٌ هو اْلخروُفُ اْلمذبوحُ أَنْ يأْخُذ اْلقُدر ةَ وَاْلغَنى وَاْلحكمة وَاْلقُوةَ وَاْلكرامة . وَاْلمجد وَاْلبركة!” (رؤيا 5 : 12). ML 111.3