مشتهى الأجيال
الاستناد على الله
استند المسيح على حكمة الآب السماوي وقوته ، إذ يقول: “ والسيد الرب يعينني، لذلك لا أخجل. عرفت أني لا أخزى .. هوذا السيد الرب يعينني”. وإذ يشير إلى نفسه كمن يقول لنا: “من منكم خائف الرب .. من الذي يسلك في الظلمات ولا نور له؟ فليتّكل على اسم الرب ويستند إلى إلهه” (إشعياء 50 : 7 — 10). ML 105.1
لم تكن في يسوع أية خالجة استجابت لتمويهات الشيطان كما يتبين من قوله: “ رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء” (يوحنا 14: 30). إنه لم يرض بارتكاب الخطية ولم يخضع للتجربة ولا بمجرد الفكر. ML 105.2
وهكذا يمكن أن تكون الحال معنا. لقد كانت بشرية المسيح متحدة بألوهيته ، وكان مؤهلا للاشتباك في تلك الحرب بسكنى الروح القدس فيه ، فأتى لكى يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية . وطالما نحن متحدون به بالإيمان فالخطية لن تسودنا ، حيث الله يوجه أيدي إيماننا لتتمسك بألوهية المسيح حتى يمكن أن نبلغ إلى كمال الخلق. ML 105.3
وقد أوضح لنا المسيح كيف يتم هذا. بأية وسائل غلب في حربه مع الشيطان؟ بكلمة الله . نعم بكلمة “مكتُوبٌ” دون سواها أمكنه أن يقاوم التجربة .ولنا نحن قد وهبت المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير بها “شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة” (2 بطرس 1 : 4). فكل وعد في كلمة الله هو لنا . وعليه ، يجب أن نحيا “بكل كلمة تخرج من فم الله” فمتى هاجمتك التجربة فلا تنظر إلى الظروف أو إلى ضعفاتك الشخصية بل إلى قوة الكلمة ، إذ كل قوتها هي لك . يقول صاحب المزامير: “خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك”، كما يقول أيضاً: “من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف” (مزمور 119 : 11 ؛ 17 : 4). ML 105.4