مشتهى الأجيال

6/684

الخطية تشوه الكون

ولكن هذا القانون انتهك في السماء نفسها. لقد نشأت الخطية في طلب ما للنفس . إن لوسيفر الكروب المظلل تاق إلى أن يكون هو الأول في السماء . لقد طلب أن يكون متسلطا على الأجناد السماويين ، ويباعد بينهم وبين خالقهم ويظفر بولائهم لنفسه . ولذلك فقد أساء في تصوير الله ، ناسبا إليه الرغبة في تعظيم نفسه . وبنواياه الشريرة طلب أن يحاصر الخالق المحب . وهكذا خدع الملائكة وخدع الناس فجعلهم يشُكُّون في كلام الله ويرتابون في صلاحه . وحيث أن الله إله عدل وجلال مرهب فقد صوره الشيطان لهم على أنه صارم لا يعرف الرحمة ، وهكذا أغوى الناس على الانضمام إليه في العصيان على الله ، فأطبق ظلام الويل على العالم . ML 19.1

لقد اكتنفت الظلمة العالم بسبب سوء فهم الناس لله. فحتى تتبدد غياهب الظلمة ويشرق النور ، وحتى يعود العالم إلى الله كان لابد من سحق سلطة الشيطان الخادعة . ولكن هذا لم يكن تحقيقه ممكنا بالعنف أو القوة . فاستخدام القوة والقهر مناقض لمبادئ حكم الله ، فهو لا يرغب في غير خدمة المحبة ، والمحبة لا تجيء بالأمر أو الإكراه والإرغام . ولا يمكن اكتساب محبة القلوب بالعنف أو قوة السلطان ، فالمحبة لا يوقظها سوى المحبة . إن من يعرف الله يحبه . ولابد من إظهار صفات الله على نقيض صفات الشيطان . ولم يكن يستطيع إنجاز هذا العمل غير واحد في كل الكون . فذاك الذي قد عرف علو محبة الله وعمقها كان يستطيع دون سواه أن يعرف الناس بها . فكان لابد من أن يشرق “شَمس اْلبِر وَالشِّفاءُ في أَجنحتها” مبددا ظلمات هذا العالم الداجية (ملاخي 4 : 2). ML 19.2