مشتهى الأجيال

482/684

الشجرة العديمة الثمر

وفي تلك الأثناء مر يسوع في وسطهم داخلا إلى الهيكل دون أن يلاحظوه وكان كل شيء هادئا هناك لأن المشهد الذي حدث على جبل الزيتون اجتذب الشعب . وقد بقي يسوع في الهيكل وقتا قصيرا وكان ينظر إليه نظرات حزينة . وحينئذ انسحب ومعه تلاميذه وانطلقوا إلى بيت عنيا . وعندما طلبه الشعب ليقيموه ملكا لم يجدوه. ML 546.1

قضى يسوع الليل كله في الصلاة ، وفي الصباح عاد مرة أخرى إلى الهيكل . وفي طريقه مر على بستان تين . وقد جاع “فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق، وجاء لعلّه يجد فيها شيئاً. فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً، لأنه لم يكن وقت التين” (مرقس 11 : 13). ML 546.2

لم يكن ذلك الوقت وقت التين الناضج إلاّ في بعض المواقع . وفي المرتفعات التي حول أورشليم يمكن أن يقال بحق “لم يكن وقت التين” ولكن كانت توجد في البستان الذي أتى إليه يسوع شجرة بدا عليها أنها متقدمة على كل الأشجار . كانت مكتسية بالورق . ومن الطبيعي في شجرة التين أن الثمار تظهر قبل ظهور الأوراق . ولذلك فإذ كانت هذه الشجرة مكتسية بالورق كان ذلك بشيرا بوجود الثمار الناضجة . ولكن مظهرها كان خادعا . فإذ بحث السيد بين أغصانها من أسفلها إلى أعلاها: “لم يجد شيئاً إلاً ورقاً” فلم يكن هناك غير المظهر الخادع والادعاء الكاذب. ML 546.3

وقد لعنها المسيح لعنة يبستها إذ قال: “لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد!” (مرقس 11 : 14). وفي صبيحة اليوم التالي إذ كان المخلص وتلاميذه سائرين مرة أخرى في طريقهم إلى المدينة اجتذبت أنظارهم الأغصان المضروبة والأوراق اليابسة . فقال بطرس: “يا سيدي، انظر! التينة التي لعنتها قد يبست!” (مرقس 11 : 21). ML 546.4