مشتهى الأجيال

462/684

دليل لرجل الأعمال

إن المسيحي في حياته العملية عليه أن يبين للعالم الكيفية التي بها يمكن للرب أن يدير مشروعا تجاريا. إنه يبرهن في كل صفقة على أن الله هو معلمه . فعلى دفاتر الحسابات ودفاتر اليومية وعلى الصكوك والإيصالات والكمبيالات- على هذه كلها تكتب هذه العبارة “قدس للرب”. وأولئك الذين يعترفون بأنهم أتباع المسيح وفي نفس الوقت يتعاملون بكيفية آثمة شريرة إنما يقدمون شهادة زائفة عن صفات الله العادل الرحيم القدوس . ولكن كل نفس متجددة مهتدية إلى الله تعلن كما فعل زكا أن الله قد دخل إلى القلب بترك الأعمال الشريرة اتصفت بها تلك الحياة . وكرئيس العشارين ذاك ، يبرهن على إخلاصه بالتعويض عما أخذه من الناس ظلما ووشاية واختلاسا . إن الرب يقول: “إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب، وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم .. كل خطيته التي أخطأ بها لا تذكر عليه .. فيحيا حياة” (حزقيال 33 : 15 و 16). ML 520.4

فإن كنا قد أضررنا بالآخرين في صفقة تجارية ظالمة ، وإذا كنا نعمد إلى الاحتيال في المعاملات التجارية أو إذا غششنا أي إنسان حتى ولو كان ذلك ضمن حدود القانون ، فعلينا أن نعترف بخطئنا ونعو ض عن ذلك بقدر ما نستطيع . ومن الصواب لنا أن نعوض ليس ما أخذناه فقط بل كل ما كان يمكن أن يتجمع لو استخدم استخداما صائبا وحكيما في خلال المدة التي كان فيها في حيازتنا. ML 521.1

قال المخلص لزكا :“اليوم حصل خلاص لهذا البيت” (لوقا 19 : 9). لم يكن زكا وحده هو الذي حصل على البركة بل كل بيته معه . لقد ذهب المسيح إلى بيته ليعلمه دروس الصدق والاستقامة وليتعلم أهل بيته مبادئ الملكوت . كانوا قد حرموا من دخول المجامع بسبب احتقار المعلمين والعابدين لهم . أما الآن وقد نال ذلك البيت أعظم حظوة دون كل البيوت في أريحا فقد اجتمع أهله حول المعلم الإلهي ليسمعوا كلمة الحياة لأنفسهم. ML 521.2

إن الخلاص يأتي إلى النفس عندما تقبل المسيح كمخلصها الشخصي . إن زكا قد قبل يسوع ليس فقط كضيف عابر في بيته بل كمن سيسكن في هيكل النفس . لقد اتهمه الكتبة والفريسيون بأنه خاطئ وقد تذمروا على المسيح لأنه رضي بأن يكون ضيفه ، ولكن الرب اعتبره ابنا لإبراهيم لأن “الذين هم من الإيمان أولئك هم بنو إبراهيم” (غلاطية 3 : 7). ML 521.3