مشتهى الأجيال
دعوة غير منتظرة
وفوق ضجة الكهنة والمعلمين وهتافات الترحيب من أفواه الجماهير ، فوق كل ذلك فإن تلك الرغبة الحارة التي لم يفصح عنها صاحبها بشفتيه وصلت إلى قلب يسوع. وفجأة تتوقف عن السير جماعة تحت تلك الشجرة تماما فيتوقف الذين في الطليعة والذين في الساقة . ثم ينظر إلى فوق شخص يبدو أن نظراته تخترق أعماق القلوب . حينئذ سمع الرجل الذي على الشجرة هذا القول: “يا زكّا، أسرع وانزل، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك” (لوقا 19 : 5). فكاد يكذِّب حواسه . ML 519.1
وهنا يفسح الجمع الطريق ، وإذا بزكا الذي كان قبلا يسير كالحالم يسير الآن متقدما الجموع إلى بيته . ولكن المعلمين كانوا ينظرون نظرات عابسة ويتمتمون في تذمر واحتقار قائلين: “إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ” (لوقا 19 : 7). ML 519.2
فاض قلب زكا شكرا وذهل وأبكم أمام محبة المسيح وتنازله إذ انحنى إليه هو العديم الاستحقاق. والآن فها محبته وولاؤه لصديقه الجديد الذي وجده يفتحان فمه ليتكلم فيعلن على الملإ اعترافه وتوبته ففي وسط ذلك الجمع “وقف وكا وقال للرب: ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف” (لوقا 19 : 8). ML 519.3
“فقال يسوع: اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضاً ابن إبراهيم” (لوقا 19 : 9). ML 519.4
عندما مضى الشاب الغنى تاركا يسوع بهت التلاميذ عندما قال معلمهم: “ما أعشر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله!” فصاح بعضهم يقولون لبعض: “فمن يستطيع أن يخلص؟” أما الآن فها هم يجدون ما يثبت صدق أقوال المسيح عندما صرح قائلا: “غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله” (مرقس 10 : 24 و 26 ؛ لوقا 18 : 27). لقد رأوا كيف استطاع رجل غني أن يدخل الملكوت بنعمة الله. ML 519.5