مشتهى الأجيال

35/684

قتل الأطفال

وسرعان ما جرد الجنود على مدينة بيت لحم الوادعة مزودين بأمره المروع القائل بأن يقتلوا أطفال المدينة من ابن سنتين فما دون. وقد شهدت بيوت مدينة داود الهادئة أرهب مناظر الرعب التي أمكن لوحشية الملك وجنوده أن يبتكروها ، تلك المناظر التي كُشَفت لعيني النبي منذ ست مئة سنة فقال: “صوتٌ سمع في الرامة ، نَوحٌ ، بكاءٌ مر . رَاحيلُ تَبكي عَلى أَوْلاَدِها ، وَتَأْبى أَنْ تَتعزى عن أَوْلاَدِها لأَنَّهم لَيسوا بِموجودِين” (إرميا 31 : 15). ML 52.5

إن اليهود هم الذين جلبوا على أنفسهم هذه الكارثة. فلو كانوا سائرين بأمانة وتواضع أمام الله لأمكنه تعالى بكيفية فريدة أن يحول عنهم غضب الملك أو يجعله عديم الأذ ولكنهم بخطاياهم أبعدوا أنفسهم عن الله ورفضوا روحه القدوس الذي كان ملاذهم الوحيد .إنهم لم يدرسوا الكتب المقدسة بقصد الطاعة لمشيئة الله . لقد كانوا يبحثون عن النبوات التي كان يمكن تفسيرها لتمجيد أنفسهم وللتدليل على أن الله يحتقر الأمم الأخرى . كانوا يتشدقون بالقول إن مسيا سيأتي كملك يقهر أعداءه وفي غضبه يدوس الأمم الوثنية . وهكذا أثاروا عداوة حكامهم ضدهم . فعن طريق إساءة تصويرهم لمرسلية المسيح قصد الشيطان أن يهلك المخلص . ولكن بدلا من ذلك دارت الدائرة عليهم. ML 53.1

كان ذلك العمل الوحشي واحدا من الأعمال التي اختتم بها حكم هيرودس الأسود المشؤوم. ذلك أنه حالا بعد تلك المذبحة الهائلة التي ذهب ضحيتها أولئك الأبرياء ، حلت به تلك الدينونة الرهيبة التي لم يمكن أن ينجو منها ، فمات ميتة شنيعة مخيف. ML 53.2