مشتهى الأجيال

التقدم بإيمان

وعندما يخطر لقلبك هذا السؤال: “من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟” فلا يكون جوابك دليلاً على عدم الإيمان. إن التلاميذ عندما سمعوا المخلص يأمرهم قائلا: “أعطوهم أنتم ليأكلوا”، ثارت في عقولهم شتى الصعوبات . فجعلوا يتساءلون قائلين: “أنذهب إلى القرى لنشتري طعاماً؟” وكذلك الحال اليوم عندما يكون الناس محرومين من خبز الحياة يتساءل أولاد الله قائلين: “ أنرسل في طلب إنسان من مكان بعيد لكي يأتي ويطعمهم؟” ولكن ماذا قال يسوع؟ قال “اجعلوا الناس يتكئون” ثم أشبعهم هناك . وهكذا أنت عندما تكون محاط ا بنفوس محتاجة اعلم أن المسيح هناك . فتحدث معه ، ثم ضع أرغفة الشعير التي معك بين يدي يسوع. ML 348.3

قد تبدو الوسائل التي في حوزتنا غير كافية للعمل. ولكن إذا تقدمنا إلى الأمام بإيمان متكلين على قوة الله الكافية لسد كل حاجة فستنفتح أمامنا ينابيع غنية وفياضة . فإذا كان العمل عمل الله فهو بنفسه سيدبر الوسائل لإنجازه . إنه سيكافئ من يتكلون عليه بالأمانة والبساطة . إن القليل الذي يستعمل بحكمة وحرص في خدمة رب السماء سيزيد ويتبارك عند توزيعه . وإن القليل من الطعام الذي كان في يد المسيح بقي كاملا لم ينقص منه شيء حتى شبع كل ذلك الشعب الجائع . فإذا كنا نذهب إلى مصدر القوة ونمد يد الإيمان منتظرين أن نأخذ ما يسد الحاجة فسنجد معاضدة في عملنا حتى في أقسى الظروف ، وسنكون قادرين على تقديم خبز الحياة للآخرين. ML 349.1

يقول الرب: “ اعطوا تعطوا” ، “من يزرع بالشح فبالشح أيضاً يحصد، ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضاً يحصد .. والله قادر أن يزيدكم كل نعمة، لكي تكونوا ولكم كل إكتفاء كل حين في كل شيء، تزدادون في كل عمل صالح. كما هو مكتوب: فرّق، أعطى المساكين. برّه يبقى إلى الأبد” (لوقا 6 : 38 ؛ 2 كورنثوس 9 : 6 — 11). ML 349.2