مشتهى الأجيال

313/684

بركات العطاء والإحسان

يوصي المسيح بأن “ تكسر للجائع خبزك” وتشبع“ النفس الذليلة” و “إذا رأيت عرياناً أن تكسوه” و “أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك” (إشعياء 58 : 7 — 10). وهو يقول أيضاً: “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس 16 : 15). ولكن كم مرة تغوص قلوبنا في أعماقنا ويخذلنا إيماننا عندما نرى ضآلة الموارد التي بين أيدينا في مواجهة حاجة العالم العظيمة الهائلة . إننا نصرخ مع أندراوس عندما رأى خمسة الأرغفة والسمكتين قائلين: “ما هذا لمثل هؤلاء؟” كثيرا ما نتردد ونحن غير راغبين في تقديم كل ما نملك ونخشى أن ننفق ونُنَفق لأجل الآخرين . ولكن يسوع يأمرنا قائلا: “أعطوهم أنتم ليأكلوا”. إن أمره هو وعد ، وخلف الوعد توجد تلك القوة التي أشبعت ذلك الجمع بجانب البحر. ML 347.1

إن عمل المسيح في سد حاجة ذلك الجمع الجائع إلى الخبز ينطوي على درس روحي عميق لكل العاملين معه . لقد أخذ المسيح من الآب وأعطى تلاميذه ، والتلاميذ قدموا للجموع ، والجموع كانوا يعطون بعضهم بعضا . كذلك كل من هم متحدون بالمسيح يأخذون منه خبز الحياة ثم يقدمون هذا الخبز السماوي للآخرين. ML 347.2

وإذ كان يسوع معتمدا على الآب اعتمادا كاملا أخذ الأرغفة القليلة ، ومع أنها لم تكن كافية لسد حاجة التلاميذ أنفسهم فلم يدعهم ليأكلوا بل بعدما أعطاهم الخبز أمرهم بأن يوزعوه على الشعب. وقد تكاثر الخبز وتبارك بين يديه . وأيدي التلاميذ التي مدوها إليه الذي هو خبز الحياة لم ترجع فارغة قط . لقد كان ذلك القليل كافيا لإشباع الجميع . وبعدما شبع ذلك الجمع كله جمعت الكسر الفاضلة فأكل المسيح وتلاميذه معا من ذلك الطعام الثمين المرسل لهم من السماء. ML 347.3