مشتهى الأجيال
“إلى موضع خلاء”
أما الآن فقد كان يسوع يتوق إلى خلوة يعتكف فيها مع تلاميذه لأنه كان لديه كثير ليقوله لهم. إنهم في عملهم اجتازوا في اختبار المصارعات وقد وجدوا مقاومة في أشكال مختلفة. كانوا قبل ذلك يستشيرون المسيح في كل شيء ، ولكنهم ظلوا وحدهم بعض الوقت . وفي بعض الأحيان كان يعتريهم اضطراب عظيم إذ كانوا في حيرة من جهة ما يجب عليهم أن يفعلوه . وقد وجدوا تشجيعا كبيرا في عملهم لأن المسيح لم يرسلهم دون أن يزودهم بروحه ، وبالإيمان به صنعوا معجزات كثيرة . ولكنهم آنئذ كانوا بحاجة إلى أن يتغذوا بخبز الحياة . كانوا يحتاجون إلى الذهاب إلى موضع خلاء يعتكفون فيه ويتحدثون مع يسوع ليتقبلوا منه التوجيهات الخاصة بعملهم في مستقبل الأيام. ML 336.4
“ تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً”. إن قلب المسيح مفعم بالعطف والإشفاق على كل الذين يخدمونه . لقد أراهم أن الله يريد رحمة لا ذبيحة . إنهم وضعوا كل قلوبهم في العمل لأجل الشعب وذلك أنهك قواهم العقلية والجسدية ، فكان الواجب يقضي بأن يستريحوا. ML 337.1
ولكن التلاميذ إذ رأوا أنهم أصابوا نجاحا في عملهم صاروا في خطر أن ينسبوا الفخر لأنفسهم ويبقوا على الكبرياء الروحية في قلوبهم وهكذا يتعرضون لتجارب الشيطان. لقد كان أمامهم عمل عظيم . فعليهم أول كل شيء أن يعلموا أن قوتهم ليست في ذواتهم بل في الله . فكموسى في برية سيناء وكداود بين تلال اليهودية وكإيليا عند نهر كريت كان على التلاميذ أن ينعزلوا عن دائرة عملهم ونشاطهم ليتحدثوا مع المسيح ومع الطبيعة ومع قلوبهم. ML 337.2