مشتهى الأجيال
الواقي من قوة الشيطان
كان اللقاء مع مجنوني جرجسة درسا للتلاميذ ، إذ تبرهن لهم إلى أية دركة عميقة يحاول الشيطان أن يحدر كل الجنس البشري ، وأن مهمة المسيح هي تحرير الناس من سلطانه. فذانك الرجلان البائسان اللذان كانا يسكنان تحت القبور وقد تسلطت عليهما الشياطين وصارا مستعبدين لأهواء وشهوات كريهة وجامحة- ذانك الرجلان يصوران لنا المصير الذي كان يمكن للجنس البشري أن يصير إليه لو أُسلم لسلطان الشيطان . إن الشيطان يستخدم قوته على الدوام لكي يصيب كل قوى الإنسان وحواسه بالخبال ويوجه العقل إلى الشر ويحرضه على الالتجاء إلى العنف والظلم وارتكاب الجرائم . إنه يضعف الجسم ويظلم العقل ويشوشه ويحط من شأن النفس . وأينما يرفض الناس دعوة المخلص فهم بالفعل يخضعون للشيطان . إن كثيرين من الناس في كل نواحي الحياة ، في البيت وفي العمل وحتى في الكنيسة يعملون نفس هذا العمل في هذه الأيام. ولأجل هذا انتشرت القسوة والجرائم في كل الأرض ، ولفَّت الظلمة الخلقية عقول الناس وقلوبهم في أكفانها السوداء . إن الشيطان بواسطة تجاربه وتمويهاته يسوق الناس من شر إلى ما هو أدهى منه وأسوأ حتى في النهاية يسود الفساد والهلاك الشامل . ولكن الحارس والواقي الوحيد ضد قوة الشيطان هو وجود يسوع . لقد ظهر الشيطان على حقيقته أمام الناس والملائكة بأنه عدو الإنسان ومهلكه ، أما المسيح فقد برهن على أنه صديق الإنسان ومحرره . إن روحه يغرس وينمي في الإنسان كل ما من شأنه أن يجعل خلقه كريما ونبيلا ويعظم طبيعته ويسمو بها . وهذا يبني الإنسان في الجسم والروح لمجد الله ، “لأن الله لم يعطنا روح الفشل (الخوف)، بل روح القوة والمحبة والنصح” (2 تيموثاوس 1 : 7). لقد دعانا “لاقتناء مجد” (وخلق) ربنا يسوع المسيح، دعانا لكي نكون “مشابهين صورة ابنه” (2 تسالونيكي 2 : 14 ؛ رومية 8 : 29). ML 318.3
هذا ، وإن النفوس التي قد انحطت بحيث صارت آلات يسخرها الشيطان لمآربه ، هذه النفوس بعينها تتغير بقوة المسيح حتى يصير أصحابها رسل البر يرسلهم ابن الله لكي “يحدثوا بكم صنع بهم الرب ورحمهم”. ML 319.1