مشتهى الأجيال

227/684

هل أبطل السبت؟

إن من يعتقدون أن المسيح قد أبطل الناموس يعلمون بأنه قد نقض السبت وبرر تلاميذه الذين قد انتهكوا كرامته . وهكذا هم يستندون إلى نفس الأركان التي قد استند اليها اليهود المماحكون . وهم في هذا يناقضون شهادة المسيح نفسه الذي قد أعلن قائلا: “أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته” (يوحنا 15 : 10). فلا المسيح ولا أتباعه نقضوا شريعة السبت ، بل كان المسيح هو الممثل الحي للناموس . وطوال حيات المقدسة لم يوجد أي تعد لمطاليبه ، فإذ نظر إلى أمة من الشهود كانوا يبحثون عن علة واحدة لإدانته أمكنه أن يقول لهم دون أن يراجعه أحد: “من منكم يبكتني على خطيّة؟” (يوحنا 8 : 46). ML 263.2

إن المخلص لم يأتِ لكي ينقض أو يلغي ما قد تكلم به الآباء والأنبياء ، لأنه هو نفسه الذي قد تكلم على أفواه ممثليه أولئك ، وكل حقائق كلمة الله قد أتت منه. غير أن هذه الأمور الغالية قد وضعت في أوضاع كاذبة ، وجعل نورها الثمين يخدم الكذب والخطأ . ولكن الله أراد لها أن ترفع من أوضاع الخطأ وتوضع في إطار الحق . وهذا العمل لا يمكن أن تقوم به غير يد الله . إن الحق إذ ارتبط بالباطل كان يخدم أغراض عدو الله والإنسان. ML 263.3

وقد أتى المسيح ليضعه في الوضع الذي فيه يمجد الله ويعمل على خلاص البشرية . “ السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت” هذا ما قاله يسوع في (مرقس 2: 27). إن التشريعات التي قد وضعها الله هي لخير بني الإنسان: “لأن جميع الأشياء هي من أجلكم” “أبولس، أم أبولس، أم صفا، أم العالم، أم الحياة، أم الموت، أم الأشياء الحاضرة، أم المستقبلة. كل شيء لكم. وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله” (2 كورنثوس 4 : 15 ؛ 1 كوونثوس 3 : 22 و 23). إن الوصايا العشر التي من بينها شريعة السبت أعطاها الله لشعبه كبركة . قال موسى: “فأمرنا الرب أن نعمل جميع هذه الفرائض ونتقي الرب إلهنا، ليكون لنا خير كل الأيام، ويستبقينا كما في هذا اليوم” (تثنية 6 : 24). ثم أعطيت الرسالة لإسرائيل على لسان المرنم وهي تقول: “اعبدوا الرب بفرح. ادخلوا إلى حضرته بترنّم. اعلموا أن الرب هو الله. هو صنعنا، وله نحن شعبه وغنم مرعاه. ادخلوا أبوابه بحمد، دياره بالتسبيح. احمدوه، باركوا اسمه” (مزمور 100 : 2 — 4). وقد أعلن الرب قائلا: “كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجّسوه .. آتي بهم إلى جبل قدسي، وأفرّحهم في بيت صلاتي” (إشعياء 56 : 6، 7). ML 263.4