مشتهى الأجيال

18/684

الشيطان يفسد الإيمان

كان الشيطان يحاول أن يحجب عن الناس معرفة الله ويحول انتباههم بعيداً عن هيكله ويوطد دعائم مملكة الظلام. فبدا وكان كفاحه في سبيل السيادة يوشك أن يكلل بالنجاح التام. نعم ، إننا نسلم بأن الله كان له رجاله الأمناء في كل عصر . وحتى بين الوثنيين وجد رجال كان الله يستخدمهم في رفع الشعب من أوحال الخطية والانحطاط . ولكن هؤلاء الرجال كانوا محتقرين ومكروهين . وكثيرون منهم ماتوا أشنع الميتات وأقواها . وهكذا زاد هول قتام الظلمة- التي لف فيها الشيطان العالم ML 32.3

وبواسطة الوثنية أبعد الشيطان الناس عن الله أجيالا طويلة. ولكنه أحرز أعظم انتصاراته إذ أفسد إيمان إسرائيل . وإذ تبع الوثنيون تصورات أفكار قلوبهم أضاعوا معرفة الله وأوغلوا في الفساد . وهذا يصدق أيضاً على إسرائيل . إن النظرية القائلة بأن الإنسان يستطيع أن يخلص نفسه بأعماله كانت هي أساس كل الديانات الوثنية ، وقد صارت نفس هذه الضلالة هي المبدأ السائد في الديانة اليهودية . والذي زرع هذه الفكرة هو الشيطان . والذين يدينون بهذا المبدأ ليس عندهم رادع يصدهم عن ارتكاب الخطية ML 32.4

إن رسالة الخلاص تُبلَّغ للناس بواسطة أناس مثلهم ، ولكن اليهود حاولوا احتكار الحق الذي هو حياة أبدية. لقد اختزنوا الحق الحي (المن) فتولد فيه الفساد . فذلك الدين الذي حاولوا أن يبقوه لأنفسهم صار كريها . لقد سلبوا الله مجده وغبنوا العالم بإنجيل زائف . إنهم إذ رفضوا تسليم ذواتهم لله لأجل خلاص العالم صاروا آلات طيعة في يد الشيطان لإهلاك البشرية ML 32.5