مشتهى الأجيال

177/684

يعلم في الهيكل

وعندما يحضر أحد المعلمين في المجمع كان المنتظر منه أنه هو الذي سيلقى العظة. وأي إسرائيلي يمكنه أن يقرأ من الأنبياء . لكن في هذا السبت طلب من يسوع أن يشترك في الخدمة . حينئذ “قام ليقرأ، فدفع إليه سفر إشعياء النبي” (لوقا 4 : 16 و 17). وكان فصل الكتاب الذي قرأه يفهم منه أنه يشير إلى مسيا ، ويقول: “روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلّمه إلى الخادم... وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه... وكان الجميع يشهدون له وينعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه” (لوقا 4: 18 — 20 و 22). ML 210.4

وقف يسوع أمام الشعب كمفسر حي للنبوات الخاصة به. وفي تفسيره للأقوال التي قرأها تكلم عن مسيا كمن يطلق الأسرى ويرسل المنسحقين في الحرية ويشفي المنكسري القلوب ويعيد البصر للعميان ويكشف للعالم نور الحق . وإن طريقته المؤثرة في الكلام ومعنى كلامه العجيب هز مشاعر أولئك السامعين بقوة لم يعهدوها من قبل . إن اندفاق القوة الإلهية هدم كل الحواجز ، وكموسى رأوا الله غير المنظور . وإذ كان الروح القدس يرف على قلوبهم استجابوا بحرارة بكلمة آمين ، وبالتسابيح للرب. ML 211.1

ولكن عندما أعلن يسوع قائلا لهم: “إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم” (لوقا 4 : 21) تذكروا أنفسهم فجأة وتذكروا ادعاءات هذا الذي يخاطبهم . لقد شبههم هم الإسرائيليين أبناء إبراهيم كمن هم مأسورين ، خاطبهم كمن هم أسرى يحتاجون إلى الخلاص من سلطان الشر ، وكمن يعيشون في الظلام ويحتاجون إلى نور الحق . لقد أُذّلت كبرياؤهم وثارت مخاوفهم . ودلت أقوال يسوع على أن عمله لأجلهم يختلف اختلافا بينّا عما كانوا يرغبون فيه . قد تفحص أعمالهم بكل تدقيق ، وبالرغم من تدقيقهم في مراعاة الطقوس والممارسات الخارجية كانوا يخافون من فحص تينك العينين الصافيتين اللتين تخترقان الأعماق. ML 211.2