مشتهى الأجيال

16/684

انتظار ظهور معلم عظيم

وكان رجال من خارج الأمة اليهودية قد أنبأوا بظهور معلم إلهي ، وكان أولئك القوم ينشدون الحق وقد أعطي لهم روح الوحي. فظهر أولئك المعلمون الواحد بعد الآخر كالكواكب التي تبدد غياهب الظلمة . وأضرمت تلك النبوات التي نطقوا بها الرجاء في قلوب آلاف الناس من كل الأمم ML 30.4

قبل مئات السنين كان الكتاب المقدس قد تُرجِم إلى اليونانية ، وكان كل رعايا الدولة الرومانية المترامية الأطرف يتحدثون باليونانية حينذاك ، وكان اليهود مشتتين في كل مكان ، وكان الأمم يشاركونهم إلى حد ما في انتظارهم لمجيء مسيا. وبين الذين اعتبرهم اليهود وثنيين وُجدت جماعة كانوا يفهمون النبوات الخاصة بمسيا فهما أفضل من فهم معلمي إسرائيل . فلقد وُجِد من كانوا ينتظرون مجيئه كمخلص من الخطية . لقد حاول الفلاسفة أن يدرسوا أسرار النظام العبراني ، ولكن تعصب اليهود حال دون نشر النور . لقد أصروا على الانفصال عن الأمم الأخرى رافضين إذاعة معرفتهم عن الخدمات الرمزية . فكان ينبغي أن يجيء المفسر الحقيقي ، إذ ينبغي أن ذاك الذي كانت كل الرموز تشير إليه يفسر لهم مدلولاتها ML 31.1

فعن طريق الطبيعة ، وعن طريق الآباء والأنبياء ، وعن طريق الرموز والإشارات كلم الله العالم. فالدروس التي تقدم للبشر ينبغي أن تقدم لهم في لغتهم . ينبغي لرسول العهد أن يتكلم وأن يسمع صوته في هيكله . يجب أن ينطق المسيح بكلام واضح ومفهوم . وما دام هو مبدع الحق فينبغي له أن يفصل بين الحق فارزا إياه عن بطل كلام الناس الذي جعله عديم التأثير . ينبغي إيضاح مبادئ حكم الله وتدبير الفداء بكل جلاء . يجب أن توضع كل تعاليم العهد القديم أمام الناس كاملة. ML 31.2