الصراع العظيم

118/424

لوثر تعذبه الاحداث

ان العذ اب النفسي الذي كان لوثر قد جاز به في ارفرت صار الآن يضغط قلبه بشدة مضاعفة اذ ألصقت تهمة التعصب بالاصلاح . ولقد اعلن الامراء البابويون ، وكان كثيرون مستعدين للتصديق على ذلك الاعلان ، ان الثورة هي الثمرة الشرعية لتعاليم لوثر . ومع ان هذه التهمة لم يكن لها أي أساس من الصحة فقد جلبت ضيقاً وغماً عظيمين لنفس المصلح . فكون دعوة الحق تهان الى حد مساواتها بالتعصب المنحط الدنيء ، كان ذلك أكثر مما يستطيع احتماله . ومن الناحية الاخرى فان متزعمي الثورة كانوا يبغضون لوثر لانه فضلا عن كونه قد قاوم تعاليمهم وانكر ادعاءهم الالهام الالهي فقد اعلن انهم متمردون على السلطة المدنية ، فأرادوا ان يثأروا منه بان اشتكوا عليه بانه مدعٍ حقير، فبدا كأنه قد جلب الى نفسه عداوة الامراء والشعب. GC 212.1

فرح البابويون لذلك فرحا عظيما اذ كانوا ينتظرون ان ينهار الاصلاح سريعا، وكانوا يلومون لوثر حتى على الاخطاء التي كان يحاول جادا اصلاحها . اما الحزب المتعصب فاذ ادعوا كذبا انهم عوملوا معاملة ظالمة نجحوا في ا لظفر بعطف فريق كبير من الشعب، وكما هو الحال في غالب الاحيان مع من ينحازون الى جانب الضلال والخطأ فقد اعتبرهم الناس شهداء . وهكذا حدث ان أولئك الذين كانوا يبذلون كل قواهم ونشاطهم في محاربة الاصلاح نالوا العطف والمديح كمن هم ضحايا القسوة والظلم . هذا هو عمل الشيطان الذي تدفع الناس اليه روحُ العصيان نفسها التي ظهرت أول ما ظهرت في السماء. GC 212.2