الصراع العظيم

58/424

تساهل من جانب الملك

وفي رسالة بعث بها الى أصدقائه في براغ قال: ”يا اخوتي ... اني مسافر وبيدي صك أمان من الملك لمواجهة اعدائي الكثرين القتلة ... ولكني واثق ثقة كاملة بالله القدير وبمخلصي، وأنا أثق بأنه سيصغي الى صلواتكم الحارة وأنه سيسكب حكمته في فمي حتى أقاومهم، وأنه سيمنحني روحه القدوس ليحصِّنني بحقه حتى استطيع أن أجابه بكل شجاعة التجارب وا لسجن، بل الموت القاسي ان لزم الامر . لقد تألم يسوع المسيح لأجل احبائه فهل نستغرب أنه قد ترك لنا مثالاحتى نحتمل بصبر كل شيء لأجل خلاصنا، انه الله ونحن خلائقه، وهو الرب ونحن عبيده، وهو سيد العالم أما نحن فبشر محتقرون، ومع ذلك فقد تألم ! فلماذا اذاً لا نتألم نحن ، لا سيما ان الآلام هي لتطهيرنا؟ فيا احبائي، اذا كان موتي يؤول الى مجده فصلوا حتى يجيْءَ سريعا وحتى احتمل كل البلايا بصبر وثبات . أما اذا كان من الأفضل أن أعود اليكم فصلوا حتى أعود من دون أن أتلوث، أي حتى لا أكتم حرفا واحدا من حق الانجيل وحتى أترك لاخوتي مثالا فاضلا نبيلا يتبعونه . وهكذا فمن المرجح أنكم لن تروا وجهي في براغ بعد الآن، أما اذا تعطَّفت ارادة الله القدير باعادتي اليكم فلنسر قدما في عملنا ونحن أثبت قلبا في معرفة شريعته ومحبتها“ (٢٢). GC 116.2

وفي رسالة أخرى أرسلها الى كاهن كان قد صار تلمي ذا للانجيل تكلم هس باتضاع عميق عن أخطائه متهما نفسه بأنه ”كان يحس بالسرور عندما يرتدي الملابس الفاخرة، وانه كان يقتل الساعات في ممارسات تافهة“. ثم أضاف الى ما سبق هذه التحذيرات المؤثرة: ”ليت مجد الله وخلاص النفوس “ : يشغلان عقلك وليس امتلاك هبات الناس أو الاملاك أو العقارات . حاذر من تزيين بيتك أكثر من تزيين نفسك، وفوق كل شيء وجِّه كل اهتمامك وعنايتك الى البناء الروحي . كن تقيا ومتواضعا مع الفقراء ولا تنفق أموالك في الاكل والشرب واقامة الولائم . فاذا لم تصلح حياتك وتكف عن الافراط في تمتعاتك فأنا اخشى انك ستقع تحت طائلة التأديب القاسي كما هو الحال معي ... أنت تعرف عقيدتي لأنك منذ طفولتك تلقيت تعاليمي، ولذلك فلا جدوى في أن اكتب لك أكثر من هذا. ولكني اناشدك برحمة الرب الا تتمثل بي في أي من الأباطيل التي رأيتني أسقط فيه ا“. وعلى غلاف الرسالة أضاف قائلا: ”أناشدك يا صديقي الا تفضّ هذه الرسالة حتى يتأكد لك بما لا يحتمل الشك أنني قد مُت“ (٢٣). GC 118.1