الصراع العظيم

43/424

ويكلف يعرف الكتاب

واذ كان ويكلف لا يزال في الكلية شرع في دراسة الكتاب المقدس . في تلك العصور القديمة عندما كان الكتاب متاحا باللغات القديمة وحدها كان نوابغ الطلبة فقط قادرين على ان يجدوا الطريق الى نبع الحق الذي كان مغلقا في وجوه الطبقات غير المتعلمة . وهكذا كان الطريق مفتوحا امام عمل ويكلف في المستقبل كرجل من رجال الاصلاح . لقد درس العلماء كلمة الله واكتشفوا تلك الحقيقة العظيمة، الا وهي حقيقة النعمة المجانية، معلنةً فيه ا. وفي تعليمهم نشروا معرفة هذا الحق وارشدوا الآخرين ليلتفتوا الى اقوال الله الحية. GC 90.3

وعندما اتجه انتباه ويكلف الى الكتاب المقدس بدأ في فحصه بالدقة والتعمق نفسيهما اللذين جعلاه يأخذ بناصية العلوم في المدارس .كان قبل ذلك يحس بتوق عظيم لم تستطع دراساته العلمية وتعاليم الكنيسة ان تشبعه . لقد وجد في كلمة الله ضالته التي عبثا بحث عنها طويلا . وجد فيها اعلانا لتدبير الخلاص، ورأى المسيح مقدّما فيها كالشفيع والوسيط الوحيد عن الانسان . فنذر نفسه لخدمة المسيح وعوَّل على اعلان الحقائق التي اكتشفها. GC 91.1

وكغيره من الم صلحين الذين اتوا بعده لم يكن ويكلف في بدء عمله يعلم الى أين سينتهي به المطاف . لم يكن يتعمّد مقاومة روما أو مقارعته ا. لكنّ تكريسه نفسه للحق جعل من ألزم الامور بالنسبة اليه أن يحارب الاكاذيب والاباطيل. وكلما زاد اكتشافه واتضحت امامه اخطاء البابوية وضلالاتها زادت غيرته على توفير تعاليم الكتاب المقدس للناس . رأى أن روما قد تخلت عن كلمة الله وأبدلتها بتقاليد الناس وطقوسهم . وأتهم الكهنة بأنهم قد استبعدوا الكتاب المقدس من دون أن يخشى شيئا، وطالب باعادة الكتاب الى الشعب وان يعود للكتاب سلطانه في الكنيسة . لقد كان معلما موهوبا وغيورا، وواعظا فصيحا، وكانت حياته اليومية تطبيقا للحقائق التي بشر به ا. هذا، وان معرفته الكتاب وقوة حججه وطهارة حياته واستقامته وشجاعته العظيمة التي لا تنثني، كل ذلك اكسبه تقد ير الناس عامة وثقتهم . وكثيرون منهم لم يعودوا، اذ ذاك، قانعين بإيمانهم القديم اذ رأوا الاثم متفشياً وسائداً في الكنيسة الرومانية . وبفرح يستحيل اخفاؤه رحبوا بالحقائق التي كشف عنها ويكلف . لكنّ الرؤساء البابويين احتدموا غيظا واشتعل غضبهم عندما اكتشفوا أن هذا المصلح كان يكسب انصارا ونفوذا اكبر منهم GC 91.2