الصراع العظيم

386/424

انسحاب حضور الله

عندما انسحب حضور الله من الأمة اليهودية تاركا إياها أخيرا فالكهنة والشعب لم يعرفوا ذلك . ومع انهم كانوا تحت سلطان الشيطان وقد تحكمت فيهم ارهب الاهواء وأخبثها فقد ظلوا يعتبرون انفسهم مختاري الله . وظلت الخدمة في الهيكل كما كانت . وكانت الذبائح تقدم على مذابحهم المنجسة، وكان الكهنة كل يوم يبتهلون في طلب البركة على شعب مجرم أراق دم ابن الله الحبيب. وكان الشعب يطلب قتل خدامه ورسله . وهكذا عندما يُنطق بحكم القدس الذي لا يُرد ويتقرر مصير العالم الى الابد فسكان الارض لن يعرفوا ذ لك. وطقوس الديانة سيظل يمارسها ذلك الشعب الذي قد انسحب من بينه روح الله نهائيا، والغيرة الشيطانية التي سيضرمها في قلوبهم سلطان الشر لاتمام اغراضه الخبيثة ستتخذ مظهر الغيرة لله. GC 666.1

وبما ان السبت قد صار هو نقطة النزاع في كل العالم المسيحي، وقد اتحدت السلطات الد ينية والدنيوية معا على ارغام الناس على حفظ يوم الاحد، فان الرفض الثابت الذي تبديه أقلية صغيرة للخضوع للامر العام سيجعلهم عرضة وهدفا للعنات الجميع وشتائمهم . وسيلح الناس على عدم التساهل مع تلك الفئة القليلة التي تقف ضد تشريع الكنيسة وقانون الدولة، وإنه خير لهم ان يتألموا من ان تنساق أمم كاملة الى الارتباك والعصيان . ان هذه الحجة نفسها قدمها رؤساء الشعب منذ ١٨٠٠ سنة حين قال قيافا الماكر: ”خير لنا أن يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها“ ( يوحنا ١١ : ٥٠ ). وهي ستبدو قاطعة فيصدر اخيرا منشور ضد الذين يقدسون سبت الوصية الرابعة يتهمهم بانهم يستحقون أقصى عقوبة، وبعد وقت تعطى للشعب الحرية لقتلهم . ان الكاثوليكية في الدنيا القديمة والبروتستانتية المرتدة في الدنيا الجديدة ستتخذان اجراء مماثل حيال من يحفظون كل وصايا الله. GC 666.2

وستكتنف شعب الله حينئذ مشاهد الب لايا والضيقات تلك التي يصفها النبي بانها وقت ضيق يعقوب . فيقول ارميا: ”هكذا قال الرب صوت ارتعاد سمعنا خوف ولا سلام ... تحول كل وجه الى صفرة . آه لان ذلك اليوم عظيم وليس مثله وهو وقت ضيق على يعقوب ولكنه سيخلص منه“ (ارميا ٣٠ : ٥ — ٧). GC 667.1