الصراع العظيم

333/424

مستندات أهل العالم

وكثيرة هي التعاليم المغلوطة والآراء الوهمية التي تتفشى في الكنائس في العالم المسيحي . ويستحيل علينا أن نقدر النتائج الوبيلة المضِّرة لإزالة أحد المعالم المثبتة في كلمة الله . أما الغالبية العظمى فيظلون يطرحون جانبا واحدا بعد الآخر مبادئ الحق حتى يصيروا ملحدين بالفعل. GC 572.1

قادت اخطاء اللاهوت الرائج شعبياً الى الشك نفوساً كثيرةً كان ممكنا ان تؤمنَ بالكتب المقدسة لولا هذه الاخطاء . ذلك انه يستحيل على المؤمن ان يتقبل عقائد تنتهك حسه بالعدالة والرحمة وحب الخير؛ ولان عقائد كهذه صُورت على انها تمثل الكتاب المقدس فقد رفضت هذه النفوس تقبُّلَه ككلمة الله. GC 572.2

وهذا هو الغرض الذي يسعى الشيطان لتحقيقه . فلا شيء يرغب في تدميره أكثر من الثقة بالله وبكلمته . يقف الشيطان في طليعة جيش المتشككين العظيم ويبذل قصار اه في اغراء النفوس للانضمام الى صفوفه . لقد صار الشك أمرا مألوفا ومتمشيا مع موضة العصر . فثمة فئة كبيرة من الناس ينظرون الى كلمة الله نظرة الشك للسبب نفسه الذي من أجله يشكون في مبدعها: لانها توبخ الخطيئة وتدينه ا. فالذين لا يرغبون في إطاعة متطلبا تها يحاولون أن يهدموا سلطانه ا. انهم يقرأون الكتاب أو يصغون الى تعاليمه كما هي مقدمة من المنبر المقدس لمجرد البحث عن غلطة في الكتاب أو في العظة . وكثيرون يصيرون ملحدين لكي يجدوا تبريرا أو عذرا لاهمال واجبهم . وآخرون يعتنقون مبادئ تشكيكية بسبب الكبر ياء أو البلادة . فاذ يفرطون في حب الراحة بحيث لا يبرزون أنفسهم بانجاز أي عمل خليق بالكرامة ويتطلب بذل المجهود وانكار الذات فهم يهدفون الى الاشتهار بحكمة سامية بانتقادهم الكتاب المقدس. ثمة شيء كثير يعجز العقل المحدود غير المستنير بالحكمة الالهية عن أن يدركه ، وهكذا يجدون مجالا للانتقاد . ويوجد الكثيرون ممن يبدو أنهم يحسون أن الفضيلة هي في الوقوف الى جانب عدم الايمان والشكوك والالحاد . ولكن تحت مظهر الاخلاص سيُرى أن مثل أولئك الناس مدفوعون بدافع الثقة بالنفس والكبرياء . كثيرون يسرون لو وجدوا في الكتاب المقدس شيئ ا يربك عقول الآخرين ويحيرهم . بعض الناس في بادئ الامر ينتقدون ويتحاجون على الجانب المخطئ لمجرد حب الجدال . وهم لا يفطنون الى أنهم يوقعون أنفسهم في فخ الصياد . ولكن بما أنهم جاهروا بعدم الايمان فهم يحسون أنه ينبغي أن يثبتوا على موقفهم . وهكذا يتحدون مع الاشرار ويغلقون أبواب الفردوس بينما هم في خارجه . GC 572.3