الصراع العظيم

318/424

افتضاح أضاليل الشيطان

ألقى الشيطان تبعة النزاع الذي أحدثه في السماء على شريعة الله وحكمه. وأعلن أن كل الشر هو نتيجة سياسة الله وحكمه . وادعى أنه كان يهدف الى اجراء تعديلات على وصايا الرب . ولذلك غدا من اللازم أن يظهر طبيعة ادعاءاته ويُري نتائج ا لتعديلات المقترحة في شريعة الله . فلا بد أن يدينه عمله نفسه. وكان الشيطان قد ادعى من البدء انه ليس متمردا ولا عاصيا، فكان يجب أن ترى المسكونة كلها ذلك المخادع بعد اماطة اللثام عنه. GC 542.2

لم تُهلك حكمة الله اللامتناهية الشيطان حتى بعدما تقرر انه لا يستطيع أن يبقى في السماء . ذلك ان خدمة المحبة هي وحدها المقبولة لدى الله، وولاء خلائقه ينبغي أن يرتكز على الاقتناع بعدالته ورحمته واحسانه . ان سكان السماء والعوالم الاخرى اذ لم يكونوا مستعدين بعد لادراك طبيعة الخطيئة أو عواقبها لم يكونوا يستطيعو ن أن يفهموا حينئد عدالة الله ورحمته في اهلاك الشيطان . فلو كان قد مُحي من الوجود في الحال لكانوا هم يخدمون الله مدفوعين بدافع الخوف لا بدافع المحبة . ولما أمكن ملاشاة تأثير ذلك المخادع تماما واستئصال روح التمردكلية . وكان لا بد م ن أن يصل الشر الى حالة النضوج . فلأجل خير المسكونة كلها مدى اجيال التاريخ كان لا بد للشيطان من أن ينشر مبادئه حتى يمكن للخلائق أن ترى اتهاماته التي وجهها الى حكم الله على حقيقتها لكي تكون عدالة الله ورحمته وثبات شريعته فوق متن اول كل شك أو تساؤل. GC 542.3

كان لا بد أن يكون تمرد الشيطان درسا لكل المسكونة في الدهور التالية وشهادة دائمة على طبيعة الخطيئة ونتائجها المريعة . فنتيجة حكم الشيطان وتأثيره على الناس والملائكة ستُري النتائج المحتومة لطرح سلطان الله جانب ا. وهي ستشهد ان سعادة كل الخلائق التي قد صنعها مرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود حكم الله وشريعته . وهكذا سيكون تاريخ اختبار هذا العصيان المرعب حارسا دائما للاجناد السماويين يحفظهم من أن ينخدعوا بالنسبة الى طبيعة العصيان ويجنبهم ارتكاب الخطيئة ويقيهم شر قصاصها. GC 543.1