الصراع العظيم

26/424

الاستخفاف بسلطة السماء

فاذا استُبعد كاشف الضلالات امكن الشيطانَ أن يعمل ما يشاء . وقد أعلنت النبوات عن البابوية قولَه ا: ”ويظن أنه يغير الاوقات والسُّنَّة“ (دانيال ٧ : ٢٥). ولم تتباطأ البابوية في محاولة القيام بهذا العمل . فلكي يعطوا المهتدين من الوثنية الى المسيحية شيئا ما كبديل من عبادة الاوثان، داعمين قبولهم المسيحية قبولا اسميا، أدخلت عبادة التماثيل وذخائر القديسين في المسيحية تدريج اً. وقد أقر أخيراً المجمع النيقاوي الثاني (٧٨٧ ب . م.) هذا النظام الوثني نهائي ا. (أنظر التذييل) وحتى يكتمل عمل ذلك الرجس تجرأت روما على حذف الوصية الثانية من شريعة الله التي تنهي عن عبادة الصور، وتقسيم الوصية العاشرة الى أثنتين ليظل عدد الوصايا كما كان. GC 58.1

هذه الروح الاذعانية للوثنية افسحت الطريق لمزيد من الاستخفاف بسلطة السماء. واذ بدأ الشيطان يستخدم قادة الكنيسة غير المكرسين دنس الوصية الرابعة ايضا وعمد الى اغفال يوم السبت القديم الذي باركه الله وقدسه (تكوين ٢ : ٢ و ٣)، ومجَّد وعظم بدلا منه عيد ”يوم الشمس الموقر“ الذي كان يحتفل به الوثنيون . ولم يحاولوا اجراء هذا التغيير علنا في بادئ الامر . ففي القرون الاولى كان كل المسيحيين يحفظون يوم السبت الحقيقي، وكانوا يغارون على كرامة الله . ولانهم يؤمنون ان شريعة الله ثابتة لا تتغير صانوا قدسية وصاياه بكل غيرة . لكن الشيطان استخدم أعوانه بكل دهاء ليتمموا غرضه . ولكي يتجه التفات الناس الي يوم الأحد جعلوه عيدا إكراما لقيامة المسيح. وفي ذلك اليوم كانت تقام الخدمات الدينية، الا انه كان معتبرا يوم اللهو والتسليات، وكان يوم السبت لا يزال يحفظ مقدسا. GC 58.2

ولكي يمهد الشيطان الطريق للعمل الذي قصد ان ينجزه قاد اليهود قبل مجيء المسيح إلى أن يحيطوا السبت بأقسى القيود والنواهي الصارمة حتى لقد جعلوا حفظه عبئا ثقيلا . فانتهز فرصة هذا المنظور الخاطئ ليلصق بالسبت الازدراء والاحتقار على اعتبار أنه تشريع يهودي . وفيما ظل المسيحيون عموما يحفظون يوم الاحد كعيد مفرح قادهم الشيطان الى جعل يوم السبت يوم صوم، يوم حزن ووجوم، لكي يبرهنوا على كراهيتهم للدين اليهودي. GC 58.3