الصراع العظيم

284/424

ادعاء السيادة

لم تتنح كنيسة روما بعد عن ادعائها السيادة، وعندما يقبل العالم والكنائس البروتستانتية يوما للراحة والعبادة من صنعها فيما هم يرفضون يوم السبت الذي فرضه الكتاب، فانهم في الواقع يعترفون بصدق ادعائها هذ ا. قد يدعون ان س لطة التقليد واقوال الآباء هي سندهم في هذا الاستبدال، ولكنهم بهذا يتجاهلون المبدأ نفسه الذي يفصلهم عن روما: ان ”الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده هو دين البروتستانت“. يستطيع البابوي ان يرى انهم انما يخدعون انفسهم وانهم بارادتهم يغمضون عيونهم عن رؤية الحق ائق في هذه القضية . فاذ يجد ارغامهم الناس على حفظ يوم الاحد قبولا فان ذلك الكاثوليكي يفرح اذ يشعر ان ذلك سيجعل جميع العالم البروتستانتي ينضوون في النهاية تحت راية روما. GC 490.2

يعلن البابويون ان ”حفظ البروتستانت يوم الاحد هو ولاء يقدمونه رغما عنهم لسيادة الكنيسة الكاثوليكية“ (٣٥٣). ان ارغام الكنائس البروتستانتية على حفظ يوم الاحد هو ارغام لها على عبادة البابوية الوحش . واولئك الذين مع علمهم بمطالب الوصية الرابعة يختارون حفظ السبت الزائف بدل الحقيقي انما يقدمون ولاءهم للسلطان الذي امر به من دون سواه . ولكن في هذ ا العمل نفسه الذي فيه تفرض سلطة دنيوية واجبا دينيا تصنع الكنائس نفسها بذلك صورة للوحش، ولهذا فارغام شعب الولايات المتحدة على حفظ يوم الاحد ان هو الا ارغام على السجود للوحش ولصورته. GC 490.3

لكنّ المسيحيين في العصور السابقة كانوا يحفظون يوم الاحد ظنا منهم انهم بذلك يحفظون يوم الرب المنصوص عنه في الكتاب، واليوم يوجد في كل كنيسة مسيحيون حقيقيون، ولا يستثنى من ذلك اتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (اللاتين)، يعتقدون بكل امانة ان يوم الاحد هو اليوم المعين من الرب . والله يقبل اخلاصهم في القصد واستقامتهم أمامه . ولكن عندما يكون حفظ الاحد مفروضا من القانون ويكون العالم قد استنار بشأن واجب حفظ السبت الحقيقي، فان كل من يتعدى وصية الله باطاعته امرا لا يصدر عن سلطة اعلى من سلطة روما انما يُكرم بذلك البابوية اكثر من الله . انه يقدم ولاءه لروما وللقوة التي تفرض القوانين التي رسمتها روم ا. وهو انما يسجد للوحش ولصورته . فاذ يرفض الناس التشريع الذي قد أعلن الله انه رمز سلطانه ويكرمون بدلا منه ما قد اختارته روما علامة لسيادتها فهم بهذا يقبلون رمز الولاء لروما اي ”سمة الوح ش“. والى ان يتضح للناس نتائج ذلك ويتحتم عليهم ان يختاروا بين وصايا الله ووصايا الناس فان اولئك الذين يظلون سادرين في تعديهم سيقبلون ”سمة الوحش“. GC 491.1